وقوله: الآية. (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون)
هذا لفظ عموم معناه الخصوص; إذ ليس لكل إنسان عصبة معلومة ترثه.
قال كل من هلك من العرب فلا يخلو من أن يكون له وارث بهذه الآية وإن لم يعرف عينه. مالك:
: كانت ابن عباس الأنصار ترث المهاجرين بالأخوة التي آخى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بينهم، حتى نزلت هذه الآية: (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) يعني: من النصرة، والنصيحة، والرفد، والوصية لهم.
وعن أيضا قال: كان الرجل يعاقد الرجل; أيهما مات قبل صاحبه; ورثه، إلى أن نزلت: ابن عباس ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) إلى قوله: (إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا) [الأحزاب: 6]، أي: إلا أن توصوا لهم، ونسخ فرضهم.
: (الموالي) ههنا: بنو العم. مجاهد
هم الأقرباء منهم الأب والأخ. قتادة:
[ ص: 240 ] ومن قال: إن الآية منسوخة بالمواريث: عكرمة، وغيرهما. والحسن،
وعن أنه قال: هي ناسخة، نزلت في الذين كانوا يتبنون أبناء غيرهم في الجاهلية، فأمروا في الإسلام أن يوصوا لهم، وأزيل الميراث بالتبني. ابن المسيب
وهي عند مجاهد، ، وغيرهما محكمة، والمعنى: فآتوهم نصيبهم من النصرة، والنصح، ونحوه. والسدي
وقوله: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) دلت هذه الآية: على أن وليس له منعها من الفرائض; كالصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، ولها أن تفعل من غير الفرائض ما لا يضر به ولا يمنعه من واجباته بغير إذنه، ولها أن تفعل في ثلث مالها ما شاءت من وجوه الثواب، لا في أكثر من الثلث. للرجل الحجر على زوجته في نفسها ومالها،
وروي: أن سبب نزول الآية: قول المتقدم. أم سلمة
وقيل: سبب نزولها: رجل من الأنصار لطم زوجته، فقضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم [ ص: 241 ] ـ بينهما بالقصاص، فنزلت: ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه .
فالصالحات قانتات أي: مطيعات.
حافظات للغيب أي: لغيب أزواجهن.
بما حفظ الله أي: بحفظ الله إياه في مهورهن.
واللاتي تخافون نشوزهن ، يعني: عداوتهن ، وأصله: الارتفاع عما يجب عليها من حق زوجها، ومعنى (تخافون) : تتوقعون; أي: يظهر لكم من معصيتهن لأزواجهن ما يخاف أن يكون نشوزا.
أبو عبيدة، : معنى تخافون: توقنون. والفراء
فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن : المعنى: عظوهن بالله ، واهجروهن من غير ترك الجماع، واضربوهن ضربا غير مبرح. الثوري:
[ ص: 242 ] وقيل: المعنى: اضربوهن من أجل المضاجع.
وعن وغيره: إن معنى ابن جبير، واهجروهن في المضاجع : من أجل المضاجع، كأنه قال : اهجروهن بترك الكلام حتى يرجعن إلى مضاجعكم.
وقيل : معناه: قولوا لهن هجرا من القول في ترك مضاجعكم، وكان يجب على هذا التأويل أن يكون: واهجوهن.
فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا أي: لا تلتمسوا عليهن طريقا من الظلم.
وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها الآية. الحكمان - في قول - يكونان مالك أحدهما من أهل الرجل، والآخر من أهل المرأة، فإن استطاعا الصلح; أصلحا، وإلا فرقا بينهما، وإن رأيا أن يأخذا له من مالها شيئا; أخذا ، إن كان اللدد والامتناع من الصلح من قبلها. إذا قبح ما بين الزوجين، ولم يقدر على تعرف أمرهما ببينة، فيبعث الحاكم رجلين موثوقا بهما،
[ ص: 243 ] وقال عطاء، وغيرهما: ليس لهما أن يفرقا إلا أن يوكلهما الزوج على ذلك. والشافعي،
وقال : معنى خفتم: أيقنتم، وغلطه أبو عبيدة في ذلك، وقال: لو أيقنا لم يحتج إلى الحكمين. الزجاج
والضمير في قوله : إن يريدا إصلاحا للحكمين، في قول ، ابن عباس وغيرهما. وابن جبير،
وقيل: هو للزوجين; لأن الحكمين مريدان للإصلاح، ولولا ذلك لم يبعثا حكمين.