[ ص: 466 ] ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة أي: لجمعكم على الحق، عن الحسن.
ابن عباس: لجمعكم على دعوة نبي واحد.
وأن احكم بينهم بما أنـزل الله أي: أنزلنا إليك أن احكم بينهم بما أنزل الله .
ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك الآية.
قال ابن عباس: المعنى: احذر أن يصرفوك إلى أهوائهم بأطماعهم إياك في الإسلام.
ابن زيد: المعنى: احذر أن يضلوك بكذبهم على التوراة بما ليس فيها.
وتكرير وأن احكم بينهم بما أنـزل الله للتأكيد، وقيل: لأن ذلك في قصتين; إحداهما: الأمر بالحكم بينهم في أمر الزانيين، والأخرى: الحكم بينهم في أمر القتيل.
وقوله: فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم : قال الحسن: هو قتل قريظة بنقض العهد، وإجلاء بني النضير.
وقيل: إنما قال: ببعض ذنوبهم ; ليدل على أن البعض منها يوجب إهلاكهم وتعذيبهم.
[ ص: 467 ] وقيل: معنى (ببعضها): بكلها، فيكون من الخصوص الذي يراد به العموم.
أفحكم الجاهلية يبغون : الضمير في (يبغون) لليهود.
ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أي: عند قوم يوقنون.
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء : قيل: يعني به: المنافقين; لأنهم كانوا يوالون المشركين، ويخبرونهم بأسرار المسلمين.
وقيل: نزلت في أبي لبابة، عن عكرمة.
السدي: نزلت في قصة يوم أحد، حين خاف المسلمون، حتى هم قوم منهم أن يوالوا اليهود والنصارى.
وقيل: نزلت في عبادة بن الصامت، وعبد الله بن أبي، حين تبرأ عبادة من موالاة اليهود، وتمسك بها ابن أبي، وقال: أخاف أن تدور الدوائر .
فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم أي: في معاونتهم، قال مجاهد، وقتادة، والسدي: هي عامة في المنافقين، وقال غيرهم: نزلت في عبد الله بن أبي، حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم في بني قينقاع حين أسرهم، فتركهم له، وقال: «خذهم، لا بارك الله لك فيهم»، فماتوا حتى ما بقي منهم أحد.
و (الدائرة): الدولة تدور إلى من كانت له.
فعسى الله أن يأتي بالفتح : (الفتح): الحكم، قال ابن عباس: أتى الله بالفتح، [ ص: 468 ] فقتلت مقاتلة بني قريظة، وسبيت ذراريهم، وأجلي بنو النضير.
السدي: يعني بـ(الفتح): فتح مكة.
أو أمر من عنده : قال السدي: هو الجزية، وقال الحسن: هو إظهار أمر المنافقين، والإخبار بأسمائهم، والأمر بقتلهم.
ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم الآية; أي: الذين اجتهدوا في الأيمان أنهم لا يوالون المشركين.
حبطت أعمالهم أي: بنفاقهم; لأنهم كانوا يعتقدون الكفر، ويظهرون الإسلام.
يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه : قال الحسن، وقتادة، وغيرهما: نزلت في أبي بكر الصديق، وأصحابه.
وقال السدي: نزلت في الأنصار، وعن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه أومأ حين نزلت إلى أبي موسى الأشعري، وقال: «هم قوم هذا» .
مجاهد: هم أهل سبأ; يعني: أهل اليمن.
أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين أي: جانبهم لين للمؤمنين، غليظ على الكافرين.
إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا : هذه الآية راجعة إلى قوله: لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ، و الذين آمنوا ، ههنا: جميع المؤمنين، عن الحسن.
[ ص: 469 ] مجاهد، والسدي: نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، روي: أنه أعطى مسكينا خاتما من فضة، وعلي رضي الله عنه راكع.
ومعنى (الولاية): النصرة، لا الخلافة; فليست الآية على هذا التأويل بموجبة كون علي رضي الله عنه أولى بالخلافة ممن كانت فيه قبله.
فإن حزب الله هم الغالبون : حزب الله : جنده، عن الحسن، وأصل ذلك: من النائبة، من قولهم: (حزبه كذا) ; أي: نابه، فكأن المتحزبين مجتمعون كاجتماع أهل النائبة عليها.
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء : (الكفار): قيل: هم كفار قريش، وقيل: كل كافر سوى أهل الكتاب.
وقيل: إنها نزلت بسبب يهود ومشركين ضحكوا من المسلمين حين سجودهم.
وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا : يروى: أنهم كانوا إذا سمعوا المؤذن استهزئوا وتضاحكوا.
بأنهم قوم لا يعقلون أي: أنهم بمنزلة من لا عقل له يمنعه من القبائح.


