الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 600 ] القول في قوله تعالى: وهو الذي يتوفاكم بالليل إلى قوله: إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين [الآيات: 60-79].

                                                                                                                                                                                                                                      وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض.حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن [ ص: 601 ] هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين

                                                                                                                                                                                                                                      [الأحكام والنسخ]:

                                                                                                                                                                                                                                      لا أحكام فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      النسخ:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: قل لست عليكم بوكيل : منسوخ بالأمر بالقتال، عن ابن عباس، وقيل: ليس بمنسوخ; لأنه خبر.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء : قال ابن عباس: هي منسوخة بقوله: وقد نـزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ، إلى قوله: حتى يخوضوا في حديث غيره ، وقيل: لا نسخ فيها; لأنه خبر.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 602 ] وقوله: وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا : قال قتادة: نسخها: فاقتلوا المشركين [التوبة: 5]، وقال مجاهد: هو وعيد، وليس بمنسوخ

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وأعرض عن المشركين : قال ابن عباس: هو منسوخ بقوله: فاقتلوا المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: أعرض عما يدعونك إليه من اتباع ما هم عليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: أعرض عن مجادلتهم، واتبع ما يوحى، إليك من ربك.

                                                                                                                                                                                                                                      :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية