الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      (قل أرأيتكم): مذهب البصريين: أن الكاف والميم للخطاب، لا حظ لهما في الإعراب، ومذهب الكسائي وغيره من الكوفيين: أن الكاف نصب بوقوع [ ص: 596 ] الرؤية عليها; والمعنى: أرأيتم أنفسكم، فإذا كانت للخطاب كانت (إن) من قوله: (إن أتاكم) في موضع نصب بأنه في موضع مفعول (رأيت)، وإذا كانت اسما في موضع نصب; فـ ( إن) في موضع المفعول الثاني.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أثبت الهمزة محققة في (أرأيت); جاء به على الأصل، ومن خففها; فإنه استثقلها حين دخلت الكلمة همزة أخرى، فاجتمع ثقل الهمزتين وثقل الحرف الذي بينهما; بما فيه من التكرير، ومن حذف الهمزة; فهو تخفيف أيضا، ومذهب مشهور للعرب، وقد ذكرته في أصول القراءات في «الكبير»، وستراه مختصرا في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                                      إن أتاكم عذاب الله بغتة : (بغتة): حال، ولا يقاس عليه عند سيبويه، لا يقال: (جاء زيد سرعة); يريد: مسرعا.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 597 ] فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ; أي: فهلا، فهي (لولا) التي للتحضيض، والفرق بينها وبين (لولا) التي يمتنع بها الشيء لوجوب غيره: أن التي للتحضيض تدخل على الفعل; نحو: لولا أخرتني [المنافقون: 10]، والأخرى تدخل على الاسم.

                                                                                                                                                                                                                                      هل يهلك إلا القوم الظالمون : لفظه لفظ الاستفهام، ومعناه: التسوية المضمنة بالنفي، ولا تكون التسوية بـ (هل) إلا في النفي خاصة، وتكون التسوية بألف الاستفهام في كل معنى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: (بالغداة والعشي) وجه قراءة من قرأ: (بالغدوة): ما ذكره سيبويه والخليل من جواز: (أتيتك اليوم غدوة) بالتنوين; بمنزلة: (ضحوة)، فكأنه قدر فيه التنكير والشياع، ثم أدخل حرف التعريف، وأكثر ما تستعمل (غدوة) معرفة على أنه اسم للحين، تقول: (لقيته يوما من الأيام غدوة)، فلا ينصرف; للتعريف والتأنيث، وقراءة الجماعة: (بالغداة)، لأنها نكرة عرفت بالألف واللام.

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا : العامل في (إذا) قوله: (قل); أي: [ ص: 598 ] قل لهم: سلام عليكم; إذا جاءوك.

                                                                                                                                                                                                                                      أنه من عمل منكم سوءا بجهالة : من كسر (أنه) في الموضعين; فعلى الاستئناف، والجملة مفسرة لـ (الرحمة)، وحكم ما بعد الفاء الابتداء.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتحهما جميعا; فالأولى: في موضع نصب على البدل من (الرحمة)، التقدير: كتب ربكم على نفسه أنه من عمل، والثانية: يجوز أن تكون في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف، التقدير: فله أنه غفور رحيم; أي: فله غفرانه، أجازه أبو حاتم، ولا يجيز سيبويه الابتداء بـ (أن) المفتوحة، ويجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف، التقدير: فأمره أنه غفور رحيم.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن فتح الأولى وكسر الثانية; جعل الأولى بدلا من (الرحمة)، واستأنف الثانية; لأنها بعد الفاء.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن كسر الأولى، وفتح الثانية; استأنف الأولى، وجعل الثانية [ ص: 599 ] مبتدأة، أو خبر مبتدأ، كما تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (ولتستبين); بالتاء، ونصب (سبيل); فالمعنى: ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين، ومن قرأ: بالرفع; فعلى أن (السبيل) هي الفاعلة، والتاء والياء مع الرفع سواء; لأن (السبيل) يذكر ويؤنث.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (يقص الحق); جاز أن يكون (الحق) مفعولا، وجاز أن يكون نعتا لمصدر محذوف; التقدير: يقص القصص الحق، وكذلك يجوز لمن قرأ بالضاد معجمة.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا حبة في ظلمات الأرض : معطوف على اللفظ، ولو رفع على الحمل على موضع (من ورقة); لجاز، وعلى ذلك وجه قراءة من قرأ: ولا رطب ولا يابس); بالرفع.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية