الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2438 [ ص: 61 ] باب منه

                                                                                                                              وذكره النووي في: (باب فضل المدينة، ودعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها بالبركة ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص146 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة ; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يؤتى بأول الثمر فيقول: "اللهم! بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مدنا، وفي صاعنا: بركة مع بركة". ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان . ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يؤتى بأول الثمر فيقول ).

                                                                                                                              وفي رواية أخرى عنه، عند مسلم: (كان الناس إذا رأوا أول الثمر، جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ).

                                                                                                                              [ ص: 62 ] قال: قال أهل العلم: كانوا يفعلون ذلك، رغبة في دعائه صلى الله عليه وآله وسلم في الثمر، وللمدينة، والصاع، والمد. وإعلاما له صلى الله عليه وآله وسلم: بابتداء صلاحها لما يتعلق بها: من الزكاة وغيرها، وتوجيه الخارصين.

                                                                                                                              (اللهم! بارك لنا في مدينتنا، وفي ثمارنا، وفي مدنا، وفي صاعنا: بركة مع بركة ).

                                                                                                                              وفي رواية أخرى: "اللهم! بارك لنا في ثمرنا، وبارك لنا في مدينتنا، وبارك لنا في صاعنا، وبارك لنا في مدنا. اللهم! إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك. وإني عبدك ونبيك. وإنه دعاك لمكة. وإني أدعوك للمدينة مثل ما دعاك لمكة، ومثله معه.

                                                                                                                              (ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان ).

                                                                                                                              وفي أخرى: "ثم يدعو أصغر وليد له، فيعطيه ذلك الثمر".

                                                                                                                              قال النووي: فيه بيان ما كان عليه صلى الله عليه وآله وسلم من مكارم الأخلاق، وكمال الشفقة والرحمة، وملاطفة الكبار والصغار.

                                                                                                                              وخص بهذا الصغير لكونه أرغب فيه، وأكثر تطلعا إليه وحرصا عليه. انتهى.

                                                                                                                              والحديث رواه مسلم في صحيحه، بطرق وألفاظ كثيرة، كلها دالة على الدعاء فيها بالبركة.

                                                                                                                              [ ص: 63 ] وتقدم بيان هذه البركة قريبا. وهي موجودة فيها إلى الآن. ولا تزال إلى يوم القيامة، ولكن لا يدركها ممن بها، أو ينزل بها: إلا من دخلت في قلبه بشاشة الإسلام، وحلاوة الإيمان.




                                                                                                                              الخدمات العلمية