وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين .
[11] وكان قد أصاب المدينة قحط شديد، وكان دحية بن خليفة الكلبي يأتيهم بكل ما يحتاجون إليه من بر وشعير وغيرهما من الشام، وكان إذا قدم، ضرب الطبل، ليعلم به، فقدم يوم الجمعة، وذلك قبل إسلامه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فضرب الطبل، فخرج الناس إليه ومن في المسجد؛ خوفا أن يسبقوا، ولم يبق عنده - صلى الله عليه وسلم - غير اثني عشر رجلا وامرأة، فنزل: وإذا رأوا تجارة هي تجارة دحية أو لهوا هو صوت الطبل.
انفضوا تفرقوا عنك وذهبوا.
إليها ولم يقل: إليهما؛ ردا للضمير إلى التجارة؛ لأنها كانت مطلوبهم.
وتركوك في الخطبة قائما على المنبر. [ ص: 55 ]
قل ما عند الله من الثواب خير من اللهو ومن التجارة فإن نفع ذلك محقق. قرأ (من اللهو ومن التجارة) بإدغام الواو في الواو. أبو عمرو:
والله خير الرازقين لأنه موجد الأرزاق، فإياه فاسألوا، ومنه فاطلبوا.
وروي أن النفر الذين أقاموا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الانفضاض منهم والعشرة المشهود لهم بالجنة، واختلف في الثاني عشر، فقيل: جابر بن عبد الله، وقيل: عمار بن ياسر، وروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: عبد الله بن مسعود، "لولا هؤلاء، لقد كانت الحجارة سومت على المنفضين من السماء".