وأكثر هكذا تكون ؛ إذ تنسي معرفة مضرته الداخلة في عقد الإيمان . الشهوات التي تهجم فجأة
ومهما نسي المعرفة لم تظهر الكراهة ؛ فإن الكراهة ثمرة المعرفة .
وقد يتذكر الإنسان فيعلم أن الخاطر الذي خطر له هو خاطر الرياء ، الذي يعرضه لسخط الله ولكن يستمر عليه لشدة شهوته ، فيغلب هواه عقله ، ولا يقدر على ترك لذة الحال فيسوف ، بالتوبة أو يتشاغل عن التفكر في ذلك لشدة الشهوة فكم من عالم يحضره كلام لا يدعوه إلى فعله إلا رياء الخلق ! وهو يعلم ذلك ، ولكنه يستمر عليه فتكون الحجة عليه أوكد إذ قبل داعي الرياء مع علمه بغائلته وكونه مذموما عند الله ، ولا تنفعه معرفته إذا خلت المعرفة عن الكراهة .
، وقد تحضر المعرفة والكراهة ولكن مع ذلك يقبل داعي الرياء ، ؛ لكون الكراهة ضعيفة بالإضافة إلى قوة الشهوة ، وهذا أيضا لا ينتفع بكراهيته ؛ إذ الغرض من الكراهة أن تصرف عن الفعل .