قلت: كونه ظاهرا ليس بصفة فعل، وقال الإقليشي: "وتسمية الله سبحانه وتعالى بهذا صحيح في الشرع والنظر؛ أما الشرع فقوله سبحانه وتعالى: الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح [النور: 35] فإن احتج محتج وقال: أراد منير السموات والأرض أو هادي أهل السموات والأرض وأبى من تسمية الله نورا، احتججنا عليه بالحديث الذي خرجه في صحيحه مسلم أنه أبي ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه" وحديث عن المخرج في مصنف ابن عباس إذ قال: الترمذي محمد ربه قيل له: أليس يقول: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار قال: ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره". "رأى
فهذان الحديثان يصرحان بتسمية الله تعالى نورا".
قال: "وأما النظر فإن النور يطلق على ما يظهر في ذاته فقط، وعلى ما يظهر في ذاته ويظهر غيره كجمرة نار، فإنها [ ص: 506 ] تسمى نورا [لظهورها، وكالشمس فإنها تسمى نورا]، لأنها تظهر في ذاتها ويظهر بضوئها غيرها".