وقال أيضا في الإبانة: الأشعري الجهمية والقدرية أن الله عز وجل لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر، وأرادوا أن ينفوا أن الله عالم قادر حي سميع بصير، فمنعهم من ذلك خوف السيف من إظهار نفي ذلك فأتوا بمعناه، لأنهم إذا قالوا لا علم ولا قدرة لله عز وجل فقد قالوا إنه ليس بعالم ولا قادر [و]وجب ذلك عليهم، وهذا إنما أخذوه عن أهل الزندقة والتعطيل، لأن "زعمت الزنادقة قال كثير منهم [إن الله] ليس بعالم ولا قادر ولا حي ولا سميع ولا بصير، فلم تقدر المعتزلة أن تفصح بذلك فأتت بمعناه، وقالت إن الله عز وجل عالم قادر حي سميع بصير من طريق التسمية من غير أن تثبت له علما وقدرة وسمعا وبصرا".