الوجه الخامس: قال تعالى: أنه ليس لأحد أن يشرع دينا لم يأذن به الله، [ ص: 390 ] ولا يسمي أحدا باسم حمد أو ذم إلا بسلطان من الله، ولا يفرق بين ما جمع الله بينه، ويجمع بين ما فرق الله بينه، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل، وينقض عهد الله من بعد ميثاقه، أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله [الشورى: 21] وقال تعالى: إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان [النجم: 23] وقال تعالى: المص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون [الأعراف: 1-3] وقال تعالى: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به [الأنعام: 153]، وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم [آل عمران: 102، 103]. وقال تعالى: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء [الأنعام: 159] وقال تعالى: وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد [البقرة: 176].
والله سبحانه وتعالى مدح في كتابه المؤمنين والمقسطين والصادقين والعالمين والمصلين والمتصدقين والصائمين والأبرار ونحو ذلك، وذم في كتابه الكافرين والمنافقين والفجار والكاذبين والمحرفين للكلم عن مواضعه والملحدين في أسماء الله وآياته والمشركين والعادلين به والجاعلين له أندادا ونحو ذلك.