الوجه العاشر: فإن نفي المباينة / والمحايثة صفة للمعدوم. والقول بالمحايثة تمثيل له بكل جوهر؛ فإن أحدهما محايث للآخر مع مباينته له بالحقيقة والزمان، على أن فيهم من يجعل الأشياء حالة فيه، ومنهم من يجعله حالا فيها، فيكون هؤلاء مثلوه بالجواهر، وهؤلاء مثلوه بالأعراض. أن هؤلاء جميعا فروا بزعمهم من التشبيه، ومن المعلوم أن هذا فيه من تشبيههم إياه بكل شيء من الجواهر والأجسام، بل ومن المعدومات ما ليس في قول أهل الفطرة والشرعة؛
[ ص: 42 ]