كما أن الصلاة عمود الدين، والإسلام رأسه. ولهذا كانت غاية أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكثرها وآكدها في الصلاة والجهاد، فالجهاد واجب على الفور تارة وعلى التراخي أخرى، وعلى الأعيان تارة وعلى الكفاية أخرى، وهو سنام الدين، وكان إذا عاد مريضا قال: "اللهم اشف عبدك هذا يشهد صلاة وينكأ لك عدوا" .
وكانت السنة أن الإمام هو الذي يقيم للناس الصلاة ويجاهد بهم العدو، فأمير الحرب والصلاة واحد، كما قال تعالى: لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ، فأخبر أنه أنزل الكتاب والميزان والحديد، ولهذا كان قوام الدين كتاب يهدي وعدل يعمل به وحديد ينصر، وكفى بربك هاديا ونصيرا .
والجهاد يلزم بالشروع، كما أن الكتاب يلزم بالشروع، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ، فقد قال: "من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم" وفي رواية: "من تعلم الرمي ثم نسيه فليس منا"، وهو [ ص: 315 ] في الصحيح . "فقد عصى"،