(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله [ ص: 108 ] على ما في قلبه وهو ألد الخصام nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=208يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=211سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب ) . العجلة : الإسراع في شيء والمبادرة ، وتعجل تفعل منه ، وهو إما بمعنى استفعل ، وهو أحد المعاني التي يجيء لها تفعل فيكون بمعنى استعجل ، كقولهم : تكبر واستكبر ، وتيقن واستيقن ، وتقضى واستقضى ، وتعجل واستعجل ، يأتي لازما ومتعديا ، تقول : تعجلت في الشيء وتعجلته ، واستعجلت في الشيء واستعجلت زيدا ، وإما بمعنى الفعل المجرد فيكون بمعنى : عجل ، كقولهم : تلبث بمعنى لبث ، وتعجب وعجب ، وتبرأ و برئ ، وهو أحد المعاني التي جاء لها تفعل .
الحشر : جمع القوم من كل ناحية ، والمحشر مجتمعهم ، يقال منه : حشر يحشر ، وحشرات الأرض دوابها الصغار ، وقال
الراغب : الحشر : ضم المفترق وسوقه ، وهو بمعنى الجمع الذي قلناه . الإعجاب : إفعال من العجب ، وأصله لما لم يكن مثله ، قاله
المفضل ، وهو الاستحسان للشيء والميل إليه والتعظيم ، تقول أعجبني زيد . والهمزة فيه للتعدي ، وقال
الراغب : العجب حيرة تعرض للإنسان بسبب الشيء وليس هو شيئا له في ذاته حالة ، بل هو بحسب الإضافات إلى من يعرف السبب ، ومن لا يعرفه . وحقيقة أعجبني كذا ، أي : ظهر لي ظهورا لم أعرف سببه ، انتهى كلامه . وقد يقال عجبت من كذا في الإنكار ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15934زياد الأعجم :
عجبت والدهر كثير عجبه من عنزي سبني لم أضربه
اللدد : شدة الخصومة ، يقال : لددت تلد لددا ولدادة ، ورجل ألد وامرأة لداء ، ورجال ونساء لد ، ورجل التدد ويلتدد أيضا شديد الخصومة ، وإذا غلب خصمه قيل : لده يلده ، متعديا ، وقال الراجز :
يلد أقران الرجال اللدد
واشتقاقه من لديدي العنق ، وهما صفحتاه ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج ، وقيل : من لديدي الوادي وهما جانباه ، سميا بذلك لاعوجاجهما ، وقيل : هو من لده حبسه ، فكأنه يحبس خصمه عن مفاوضته ومقاومته .
الخصام : مصدر خاصم ، وجمع خصم يقال : خصم وخصوم وخصام ، كبحر وبحور وبحار ، والأصل في الخصومة التعميق في البحث عن الشيء ، ولذلك قيل : في زوايا الأوعية : خصوم ، الواحد . خصم .
النسل : مصدر نسل ينسل ، وأصله الخروج بسرعة ، ومنه قولهم : نسل وبر البعير ، وشعر الحمار ، وريش الطائر : خرج فسقط منه ، وقيل : النسل الخروج متتابعا ، ومنه نسال الطائر ما تتابع سقوطه من ريشه ، وقال :
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
والإطلاق على الولد نسلا من إطلاق المصدر على المفعول ، يسمى بذلك لخروجه من ظهر الأب ، وسقوطه من بطن الأم بسرعة .
جهنم : علم للنار وقيل : اسم الدرك الأسفل فيها ، وهي عربية مشتقة من قولهم ركية جهنام إذا كانت بعيدة القعر ، وقد سمي الرجل بجهنام أيضا فهو علم ، وكلاهما من الجهم وهو الكراهة والغلظة ، فالنون على هذا زائدة ، فوزنه فعنل ، وقد نصوا على أن جهناما وزنه فعنال . وقد ذهب بعض أصحابنا إلى أن فعنلا بناء مفقود في كلامهم ، وجعل دونكا فعللا ، كعدبس . والواو أصل في بنات الأربعة كهي في ورنتل ، والصحيح إثبات هذا البناء . وجاءت منه ألفاظ ، قالوا : ضغنط من الضغاطة ، وهي الضخامة ، وسفنج ، وهجنف للظليم
[ ص: 109 ] والزونك : القصير سمي بذلك : لأنه يزوك في مشيته ، أي : يتبختر ، قال
حسان :
أجمعت أنك أنت ألأم من مشى في فحش زانية وزوك غراب
وقال بعضهم في معناه : زونكى . وهذا كله يدل على زيادة النون في جهنم ، وامتنعت الصرف للعلمية والتأنيث ، وقيل : هي أعجمية وأصلها كهنام ، فعربت بإبدال من الكاف جيما . وبإسقاط الألف ، ومنعت الصرف على هذا للعجمة والعلمية . حسب : بمعنى كاف ، تقول أحسبني الشيء : كفاني ، فوقع حسب موقع محسب ، ويستعمل مبتدأ فيجر خبره بباء زائدة ، وإذا استعمل خبرا لا يزاد فيه الباء ، وصفة فيضاف ، ولا يتعرف إذا أضيف إلى معرفة ، تقول : مررت برجل حسبك ، ويجيء معه التمييز نحو : برجل حسبك من رجل ، ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، وإن كان صفة لمثنى أو مجموع أو مؤنث لأنه مصدر .
المهاد : الفراش وهو ما وطئ للنوم ، وقيل : هو جمع مهد ، وهو الموضع المهيأ للنوم . السلم : بكسر السين وفتحها : الصلح ، ويذكر ويؤنث ، وأصله من الاستسلام ، وهو الانقياد . وحكى البصريون عن العرب : بنو فلان سلم وسلم بمعنى واحد ، ويطلق بالفتح والكسر على الإسلام ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي وجماعة من أهل اللغة ، وأنشدوا بعض قول
كندة :
دعوت عشيرتي للسلم لما رأيتهم تولوا مدبرينا
أي : للإسلام ، قال ذلك لما ارتدت كندة مع
nindex.php?page=showalam&ids=185الأشعث بن قيس بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال آخر في الفتح :
شرائع السلم قد بانت معالمها فما يرى الكفر إلا من به خبل
يريد : الإسلام ؛ لأنه قابله بالكفر ، وقيل بالكسر : الإسلام وبالفتح : الصلح .
( كافة ) : هو اسم فاعل استعمل بمعنى : جميعا ، وأصل اشتقاقه من كف الشيء : منع من أخذه ، والكف المنع ، ومنه كفة القميص حاشيته ، ومنه الكف وهو طرف اليد : لأنه يكف بها عن سائر البدن ، ورجل مكفوف منع بصره أن ينظر ، ومنه كفة الميزان : لأنها تمنع الموزون أن ينتشر ، وقال بعض اللغويين : كفة بالضم لكل مستطيل ، وبالكسر لكل مستدير ، وكافة : مما لزم انتصابه على الحال نحو : قاطبة ، فإخراجها عن النصب حالا لحن .
التزيين : التحسين ، والزينة مما يتحسن به ويتجمل ، وفعل من الزين بمعنى الفعل المجرد ، والتضعيف فيه ليس للتعدية ، وكونه بمعنى المجرد وهو أحد المعاني التي جاءت لها فعل ، كقولهم : قدر الله ، وقدر ، وميز وماز ، وبشر وبشر ، ويبنى من الزين افتعل افتعالا ازدان بإبدال التاء دالا ، وهو لازم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203nindex.php?page=treesubj&link=28973واذكروا الله في أيام معدودات ) هذا رابع أمر بالذكر في هذه الآية ، والذكر هنا التكبير عند الجمرات وإدبار الصلاة وغير ذلك من أوقات الحج ، أو التكبير عقيب الصلوات المفروضة ، قولان . وعن
عمر أنه كان يكبر بفسطاطه
بمنى ، فيكبر من حوله حتى يكبر الناس في الطريق وفي الطواف ، والأيام المعدودات ثلاثة أيام بعد يوم النحر ، وليس يوم النحر من المعدودات ، هذا مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
وأحمد ،
ومالك وأبي حنيفة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وعطاء ،
ومجاهد ،
وإبراهيم ،
وقتادة ،
والسدي ،
والربيع ،
والضحاك . أو يوم النحر ويومان بعده ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ،
وعلي ، وقال : اذبح في أيها شئت ، أو يوم النحر وثلاثة أيام التشريق ، قاله
المروزي . أو أيام العشر ، رواه
مجاهد عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قيل : وقولهم أيام العشر غلط من الرواة ، وقال
ابن عطية : إما أن يكون من تصحيف النسخة ، وإما أن يريد العشر الذي بعد يوم النحر ، وفي ذلك بعد . وتكلم المفسرون هنا على قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام ) ، ونحن نؤخر الكلام على ذلك إلى مكانه إن شاء الله . واستدل
ابن عطية للقول الأول ، وهو أن الأيام المعدودات ، أيام التشريق
[ ص: 110 ] وهي الثلاثة بعد يوم النحر ، وليس يوم النحر منها . بأن قال : ودل على ذلك إجماع الناس على أنه لا ينفر أحد يوم القر . وهو ثاني يوم النحر ، ولو كان يوم النحر في المعدودات لساغ أن ينفر من شاء متعجلا يوم القر : لأنه قد أخذ يومين من المعدودات ، انتهى كلامه . ولا يلزم ما قاله : لأن قوله فمن تعجل في يومين ، لا يمكن حمله على ظاهره : لأن الظرف المبني إذا عمل فيه الفعل فلا بد من وقوعه في كل واحد من اليومين ، لو قلت : ضربت زيدا يومين ، فلا بد من وقوع الضرب به في كل واحد من اليومين ، وهنا لا يمكن ذلك : لأن التعجيل بالنفر لم يقع في كل واحد من اليومين ، فلا بد من ارتكاب مجاز ، إما بأن يجعل وقوعه في أحدهما ، كأنه وقوع فيهما ، ويصير نظير : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61نسيا حوتهما ) ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) ، وإنما الناسي أحدهما ، وكذلك إنما يخرجان من أحدهما . أو بأن يجعل ذلك على حذف مضاف ، التقدير : فمن تعجل في ثاني يومين بعد يوم النحر ، فيكون اليوم الذي بعد يوم القر المتعجل فيه ، ويحتمل أن يكون المحذوف : في تمام يومين أو إكمال يومين ، فلا يلزم أن يقع التعجل في شيء من اليومين ، بل بعدهما . وعلى هذا يصح أن يعد يوم النحر من الأيام المعدودات ، ولا يلزم أن يكون النفر يوم القر ، كما ذكره
ابن عطية .
وظاهر قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203واذكروا الله في أيام معدودات ) ، الأمر بمطلق ذكر الله في أيام معدودات ، ولم يبين ما هذه الأيام ، لكن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203فمن تعجل في يومين ) ، يشعر أن تلك الأيام هي التي ينفر فيها ، وهي أيام التشريق ، وقد قال في ( ري الظمآن ) : أجمع المفسرون على أن الأيام المعدودات
nindex.php?page=treesubj&link=23444أيام التشريق ، انتهى .
وجعل الأيام ظرفا للذكر ، يدل على أنه متى ذكر الله في تلك الأيام فهو المطلوب ، ويشعر أنه عند رمي الجمار ، كون الرمي غير محصور بوقت ، فناسب وقوعه في أي وقت من الأيام ذكر الله فيه ، ويؤيده قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203فمن تعجل في يومين ) ، وأن الخطاب بقوله : واذكروا ظاهر أنه للحجاج ، إذ الكلام معهم والخطاب قبل لهم ، والإخبار بعد عنهم ، فلا يدخل غيرهم معهم في هذا الذكر المأمور به . ومن حمل الذكر هنا على أنه الذكر المشروع عقب الصلاة ، فهو منهم في الوقت وفي الكيفية . أما وقته : فمن صلاة الصبح يوم
عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق ، قاله
عمر ،
وعلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، أو من غداة
عرفة إلى صلاة العصر من يوم النحر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
وعلقمة ،
وأبو حنيفة . أو من صلاة الصبح يوم
عرفة إلى أن يصلي الصبح آخر أيام التشريق ، وروي عن
مالك هذا . أو من صلاة الظهر يوم النحر إلى الظهر من آخر أيام التشريق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد . أو من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الصبح من آخر أيام التشريق ، قاله
مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي . أو من ظهر يوم النحر إلى العصر من آخر أيام التشريق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب . أو من ظهر يوم
عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . أو من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الظهر من يوم النفر الأول ، قاله
الحسن . أو من صلاة الظهر يوم
عرفة إلى صلاة الظهر يوم النحر ، قاله
أبو وائل . أو من ظهر يوم النحر إلى آخر أيام التشريق ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=47زيد بن ثابت ، وبه أخذ
أبو يوسف في أحد قوليه .
وأما الكيفية : فمشهور مذهب
مالك ثلاث تكبيرات ، وفي مذهبه أيضا رواية أنه يزيد بعدها : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولله الحمد . ومذهب
أبي حنيفة ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر . ومذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد . وقال
أبو حنيفة : يختص التكبير بأدبار الصلوات المكتوبة في جماعة ، وقال
مالك : مفردا كان أو في جماعة عقب كل فريضة ، وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
وأبو يوسف ،
ومحمد ، وعن
أحمد القولان . والمسافر كالمقيم في التكبير عند علماء الأمصار ، ومشاهير الصحابة ، والتابعين . وعن
أبي حنيفة : أن المسافرين إذا صلوا جماعة لا تكبير عليهم ، فلو اقتدى مسافر بمقيم كبر ، وينبغي أن يكبر عقب السلام ، والجمهور يعمل شيئا يقطع به الصلاة من
[ ص: 111 ] الكلام وغيره ، وقيل : استدبار القبلة ، والجمهور على ذلك ، فإن نسي التكبير حين فرغ ، وذكر قبل أن يخرج من المجلس فينبغي أن يكبر . وقال
مالك في ( المختصر ) : يكبر ما دام في مجلسه ، فإذا قام منه فلا شيء عليه ، وقال في ( المدونة ) : إن نسيه وكان قريبا قعد فكبر ، أو تباعد فلا شيء عليه ، وإن ذهب الإمام والقوم جلوس فليكبروا ، وكذلك قال
أبو حنيفة ، ومن نسي صلاة في أيام التشريق من تلك السنة قضاها وكبر ، وإن قضى بعدها لم يكبر ، ودلائل هذه المسائل مذكورة في كتب الفقة . والذي يظهر ما قدمناه من أن هذا الخطاب هو للحجاج ، وأن هذا الذكر هو ما يختص به الحاج من أفعال الحج ، سواء كان الذكر عند الرمي أم عند أعقاب الصلوات ، وأنه لا يشركهم غيرهم في الذكر المأمور به إلا بدليل ، وأن الذكر في أيام
منى ، وفي يوم النحر عقب الصلوات لغير الحجاج ، وتعيين كيفية الذكر وابتدائه وانتهائه يحتاج إلى دليل سمعي .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=204وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ [ ص: 108 ] عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=205وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=206وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=208يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=209فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=211سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=212زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) . الْعَجَلَةُ : الْإِسْرَاعُ فِي شَيْءٍ وَالْمُبَادَرَةُ ، وَتَعَجَّلَ تَفَعَّلَ مِنْهُ ، وَهُوَ إِمَّا بِمَعْنَى اسْتَفْعَلَ ، وَهُوَ أَحَدُ الْمَعَانِي الَّتِي يَجِيءُ لَهَا تَفَعَّلَ فَيَكُونُ بِمَعْنَى اسْتَعْجَلَ ، كَقَوْلِهِمْ : تَكَبَّرَ وَاسْتَكْبَرَ ، وَتَيَقَّنَ وَاسْتَيْقَنَ ، وَتَقَضَّى وَاسْتَقْضَى ، وَتَعَجَّلَ وَاسْتَعْجَلَ ، يَأْتِي لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا ، تَقُولُ : تَعَجَّلْتُ فِي الشَّيْءِ وَتَعَجَّلْتُهُ ، وَاسْتَعْجَلْتُ فِي الشَّيْءِ وَاسْتَعْجَلْتُ زَيْدًا ، وَإِمَّا بِمَعْنَى الْفِعْلِ الْمُجَرَّدِ فَيَكُونُ بِمَعْنَى : عَجِلَ ، كَقَوْلِهِمْ : تَلَبَّثَ بِمَعْنَى لَبِثَ ، وَتَعَجَّبَ وَعَجِبَ ، وَتَبَرَّأَ وَ بَرِئَ ، وَهُوَ أَحَدُ الْمَعَانِي الَّتِي جَاءَ لَهَا تَفَعَّلَ .
الْحَشْرُ : جَمْعُ الْقَوْمِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ، وَالْمَحْشَرُ مُجْتَمَعُهُمْ ، يُقَالُ مِنْهُ : حَشَرَ يَحْشُرُ ، وَحَشَرَاتُ الْأَرْضِ دَوَابُّهَا الصِّغَارُ ، وَقَالَ
الرَّاغِبُ : الْحَشْرُ : ضَمُّ الْمُفْتَرِقِ وَسَوْقُهُ ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْجَمْعِ الَّذِي قُلْنَاهُ . الْإِعْجَابُ : إِفْعَالٌ مِنَ الْعَجَبِ ، وَأَصْلُهُ لِمَا لَمْ يَكُنْ مِثْلَهُ ، قَالَهُ
الْمُفَضَّلُ ، وَهُوَ الِاسْتِحْسَانُ لِلشَّيْءِ وَالْمَيْلُ إِلَيْهِ وَالتَّعْظِيمُ ، تَقُولُ أَعْجَبَنِي زَيْدٌ . وَالْهَمْزَةُ فِيهِ لِلتَّعَدِّي ، وَقَالَ
الرَّاغِبُ : الْعَجَبُ حَيْرَةٌ تَعْرِضُ لِلْإِنْسَانِ بِسَبَبِ الشَّيْءِ وَلَيْسَ هُوَ شَيْئًا لَهُ فِي ذَاتِهِ حَالَةٌ ، بَلْ هُوَ بِحَسَبِ الْإِضَافَاتِ إِلَى مَنْ يَعْرِفُ السَّبَبَ ، وَمَنْ لَا يَعْرِفُهُ . وَحَقِيقَةُ أَعْجَبَنِي كَذَا ، أَيْ : ظَهَرَ لِي ظُهُورًا لَمْ أَعْرِفْ سَبَبَهُ ، انْتَهَى كَلَامُهُ . وَقَدْ يُقَالُ عَجِبْتُ مِنْ كَذَا فِي الْإِنْكَارِ ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15934زِيَادٌ الْأَعْجَمُ :
عَجِبْتُ وَالدَّهْرُ كَثِيرٌ عَجَبُهُ مِنْ عَنَزِيٍّ سَبَّنِي لَمْ أَضْرِبُهْ
اللَّدَدُ : شِدَّةُ الْخُصُومَةِ ، يُقَالُ : لَدِدْتَ تَلَدُّ لَدَدًا وَلَدَادَةً ، وَرَجُلٌ أَلَدُّ وَامْرَأَةٌ لَدَّاءُ ، وَرِجَالٌ وَنِسَاءٌ لُدٌّ ، وَرَجُلٌ الْتَدَدَ وَيَلْتَدِدُ أَيْضًا شَدِيدُ الْخُصُومَةِ ، وَإِذَا غَلَبَ خَصْمَهُ قِيلَ : لَدَّهُ يَلَدُّهُ ، مُتَعَدِّيًا ، وَقَالَ الرَّاجِزُ :
يَلَدُّ أَقْرَانَ الرِّجَالِ اللُّدَدِ
وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ لَدِيدَيِ الْعُنُقِ ، وَهُمَا صَفْحَتَاهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ ، وَقِيلَ : مِنْ لَدِيدَيِ الْوَادِي وَهُمَا جَانِبَاهُ ، سُمِّيَا بِذَلِكَ لِاعْوِجَاجِهِمَا ، وَقِيلَ : هُوَ مِنْ لَدَّهُ حَبَسَهُ ، فَكَأَنَّهُ يَحْبِسُ خَصْمَهُ عَنْ مُفَاوَضَتِهِ وَمُقَاوَمَتِهِ .
الْخِصَامُ : مَصْدَرُ خَاصَمَ ، وَجَمْعُ خَصْمٍ يُقَالُ : خَصْمٌ وَخُصُومٌ وَخِصَامٌ ، كَبَحْرٍ وَبُحُورٍ وَبِحَارٍ ، وَالْأَصْلُ فِي الْخُصُومَةِ التَّعْمِيقُ فِي الْبَحْثِ عَنِ الشَّيْءِ ، وَلِذَلِكَ قِيلَ : فِي زَوَايَا الْأَوْعِيَةِ : خُصُومٌ ، الْوَاحِدُ . خُصِمَ .
النَّسْلُ : مَصْدَرُ نَسَلَ يَنْسُلُ ، وَأَصْلُهُ الْخُرُوجُ بِسُرْعَةٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : نَسَلَ وَبَرُ الْبَعِيرِ ، وَشَعَرُ الْحِمَارِ ، وَرِيشُ الطَّائِرِ : خَرَجَ فَسَقَطَ مِنْهُ ، وَقِيلَ : النَّسْلُ الْخُرُوجُ مُتَتَابِعًا ، وَمِنْهُ نُسَالُ الطَّائِرِ مَا تَتَابَعَ سُقُوطُهُ مِنْ رِيشِهِ ، وَقَالَ :
فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
وَالْإِطْلَاقُ عَلَى الْوَلَدِ نَسْلًا مِنْ إِطْلَاقِ الْمَصْدَرِ عَلَى الْمَفْعُولِ ، يُسَمَّى بِذَلِكَ لِخُرُوجِهِ مِنْ ظَهْرِ الْأَبِ ، وَسُقُوطِهِ مِنْ بَطْنِ الْأُمِّ بِسُرْعَةٍ .
جَهَنَّمُ : عَلَمٌ لِلنَّارِ وَقِيلَ : اسْمُ الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ فِيهَا ، وَهِيَ عَرَبِيَّةٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ رَكِيَّةٌ جَهَنَّامٌ إِذَا كَانَتْ بَعِيدَةَ الْقَعْرِ ، وَقَدْ سُمِّيَ الرَّجُلُ بِجَهَنَّامٍ أَيْضًا فَهُوَ عَلَمٌ ، وَكِلَاهُمَا مِنَ الْجَهْمِ وَهُوَ الْكَرَاهَةُ وَالْغِلْظَةُ ، فَالنُّونُ عَلَى هَذَا زَائِدَةٌ ، فَوَزْنُهُ فَعَنَّلُ ، وَقَدْ نَصُّوا عَلَى أَنَّ جَهَنَّامًا وَزْنُهُ فَعَنَّالٌ . وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا إِلَى أَنْ فَعَنَّلًا بِنَاءٌ مَفْقُودٌ فِي كَلَامِهِمْ ، وَجَعَلَ دَوَنَّكَا فَعَلَّلًا ، كَعَدَبَّسٍ . وَالْوَاوُ أَصْلٌ فِي بَنَاتِ الْأَرْبَعَةِ كَهِيَ فِي وَرَنْتَلٍ ، وَالصَّحِيحُ إِثْبَاتُ هَذَا الْبِنَاءِ . وَجَاءَتْ مِنْهُ أَلْفَاظٌ ، قَالُوا : ضَغَنَّطٌ مِنَ الضَّغَاطَةِ ، وَهِيَ الضَّخَامَةُ ، وَسَفَنَّجٌ ، وَهَجَنَّفٌ لِلظَّلِيمِ
[ ص: 109 ] وَالزَّوَنَّكُ : الْقَصِيرُ سُمِّيَ بِذَلِكَ : لِأَنَّهُ يَزُوكُ فِي مِشْيَتِهِ ، أَيْ : يَتَبَخْتَرُ ، قَالَ
حَسَّانُ :
أَجْمَعْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَلْأَمُ مَنْ مَشَى فِي فُحْشِ زَانِيَةٍ وَزَوْكِ غُرَابِ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي مَعْنَاهُ : زَوَنَّكَى . وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى زِيَادَةِ النُّونِ فِي جَهَنَّمَ ، وَامْتَنَعَتِ الصَّرْفَ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ ، وَقِيلَ : هِيَ أَعْجَمِيَّةٌ وَأَصْلُهَا كَهَنَّامُ ، فَعُرِّبَتْ بِإِبْدَالٍ مِنَ الْكَافِ جِيمًا . وَبِإِسْقَاطِ الْأَلِفِ ، وَمُنِعَتِ الصَّرْفَ عَلَى هَذَا لِلْعُجْمَةِ وَالْعَلَمِيَّةِ . حَسْبُ : بِمَعْنَى كَافٍ ، تَقُولُ أَحْسَبَنِي الشَّيْءُ : كَفَانِي ، فَوَقَعَ حَسْبُ مَوْقِعَ مُحْسِبٍ ، وَيُسْتَعْمَلُ مُبْتَدَأً فَيُجَرُّ خَبَرُهُ بِبَاءٍ زَائِدَةٍ ، وَإِذَا اسْتُعْمِلَ خَبَرًا لَا يُزَادُ فِيهِ الْبَاءُ ، وَصِفَةً فَيُضَافُ ، وَلَا يَتَعَرَّفُ إِذَا أُضِيفَ إِلَى مَعْرِفَةٍ ، تَقُولُ : مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبِكَ ، وَيَجِيءُ مَعَهُ التَّمْيِيزُ نَحْوَ : بِرَجُلٍ حَسْبِكَ مِنْ رَجُلٍ ، وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ ، وَإِنْ كَانَ صِفَةً لِمُثَنَّى أَوْ مَجْمُوعٍ أَوْ مُؤَنَّثٍ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ .
الْمِهَادُ : الْفِرَاشُ وَهُوَ مَا وُطِّئَ لِلنَّوْمِ ، وَقِيلَ : هُوَ جَمْعُ مَهْدٍ ، وَهُوَ الْمَوْضِعُ الْمُهَيَّأُ لِلنَّوْمِ . السِّلْمُ : بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا : الصُّلْحُ ، وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الِاسْتِسْلَامِ ، وَهُوَ الِانْقِيَادُ . وَحَكَى الْبَصْرِيُّونَ عَنِ الْعَرَبِ : بَنُو فُلَانٍ سِلْمٌ وَسَلْمٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَيُطْلَقُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ عَلَى الْإِسْلَامِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ ، وَأَنْشَدُوا بَعْضَ قَوْلِ
كِنْدَةَ :
دَعَوْتُ عَشِيرَتِي لِلسِّلْمِ لَمَّا رَأَيْتُهُمْ تَوَلَّوْا مُدْبَرِينَا
أَيْ : لِلْإِسْلَامِ ، قَالَ ذَلِكَ لَمَّا ارْتَدَّتْ كِنْدَةُ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=185الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ آخَرُ فِي الْفَتْحِ :
شَرَائِعُ السِّلْمِ قَدْ بَانَتْ مَعَالِمُهَا فَمَا يَرَى الْكُفْرَ إِلَّا مَنْ بِهِ خَبَلُ
يُرِيدُ : الْإِسْلَامَ ؛ لِأَنَّهُ قَابَلَهُ بِالْكُفْرِ ، وَقِيلَ بِالْكَسْرِ : الْإِسْلَامُ وَبِالْفَتْحِ : الصُّلْحُ .
( كَافَّةً ) : هُوَ اسْمُ فَاعِلٍ اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى : جَمِيعًا ، وَأَصْلُ اشْتِقَاقِهِ مِنْ كَفَّ الشَّيْءَ : مَنَعَ مِنْ أَخْذِهِ ، وَالْكَفُّ الْمَنْعُ ، وَمِنْهُ كُفَّةُ الْقَمِيصِ حَاشِيَتُهُ ، وَمِنْهُ الْكَفُّ وَهُوَ طَرَفُ الْيَدِ : لِأَنَّهُ يُكَفُّ بِهَا عَنْ سَائِرِ الْبَدَنِ ، وَرَجُلٌ مَكْفُوفٌ مُنِعَ بَصَرُهُ أَنْ يَنْظُرَ ، وَمِنْهُ كِفَّةُ الْمِيزَانِ : لِأَنَّهَا تَمْنَعُ الْمَوْزُونَ أَنْ يَنْتَشِرَ ، وَقَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ : كُفَّةٌ بِالضَّمِّ لِكُلِّ مُسْتَطِيلٍ ، وَبِالْكَسْرِ لِكُلِّ مُسْتَدِيرٍ ، وَكَافَّةً : مِمَّا لَزِمَ انْتِصَابُهُ عَلَى الْحَالِ نَحْوَ : قَاطِبَةً ، فَإِخْرَاجُهَا عَنِ النَّصْبِ حَالًا لَحْنٌ .
التَّزْيِينُ : التَّحْسِينُ ، وَالزِّينَةُ مِمَّا يُتَحَسَّنُ بِهِ وَيُتَجَمَّلُ ، وَفَعَّلَ مِنَ الزَّيْنِ بِمَعْنَى الْفِعْلِ الْمُجَرَّدِ ، وَالتَّضْعِيفُ فِيهِ لَيْسَ لِلتَّعْدِيَةِ ، وَكَوْنُهُ بِمَعْنَى الْمُجَرَّدِ وَهُوَ أَحَدُ الْمَعَانِي الَّتِي جَاءَتْ لَهَا فَعَّلَ ، كَقَوْلِهِمْ : قَدَّرَ اللَّهُ ، وَقَدَرَ ، وَمَيَّزَ وَمَازَ ، وَبَشَّرَ وَبَشَرَ ، وَيُبْنَى مِنَ الزَّيْنِ افْتَعَلَ افْتِعَالًا ازْدَانَ بِإِبْدَالِ التَّاءِ دَالًا ، وَهُوَ لَازِمٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203nindex.php?page=treesubj&link=28973وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ) هَذَا رَابِعُ أَمْرٍ بِالذِّكْرِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ، وَالذِّكْرُ هُنَا التَّكْبِيرُ عِنْدَ الْجَمَرَاتِ وَإِدْبَارِ الصَّلَاةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَوْقَاتِ الْحَجِّ ، أَوِ التَّكْبِيرُ عُقَيْبَ الصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَةِ ، قَوْلَانِ . وَعَنْ
عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ بِفُسْطَاطِهِ
بِمِنًى ، فَيُكَبِّرُ مَنْ حَوْلَهُ حَتَّى يُكَبِّرَ النَّاسُ فِي الطَّرِيقِ وَفِي الطَّوَافِ ، وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ ، وَلَيْسَ يَوْمُ النَّحْرِ مِنَ الْمَعْدُودَاتِ ، هَذَا مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ،
وَأَحْمَدَ ،
وَمَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَعَطَاءٌ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَإِبْرَاهِيمُ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالسُّدِّيُّ ،
وَالرَّبِيعُ ،
وَالضَّحَّاكُ . أَوْ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَوْمَانِ بَعْدَهُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ ،
وَعَلَيَّ ، وَقَالَ : اذْبَحْ فِي أَيُّهَا شِئْتَ ، أَوْ يَوْمُ النَّحْرِ وَثَلَاثَةُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، قَالَهُ
الْمَرْوَزِيُّ . أَوْ أَيَّامُ الْعَشْرِ ، رَوَاهُ
مُجَاهِدٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قِيلَ : وَقَوْلُهُمْ أَيَّامُ الْعَشْرِ غَلَطٌ مِنَ الرُّوَاةِ ، وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : إِمَّا أَنْ يَكُونَ مِنْ تَصْحِيفِ النَّسَخَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يُرِيدَ الْعَشْرَ الَّذِي بَعُدَ يَوْمَ النَّحْرِ ، وَفِي ذَلِكَ بُعْدٌ . وَتَكَلَّمَ الْمُفَسِّرُونَ هُنَا عَلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=28فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) ، وَنَحْنُ نُؤَخِّرُ الْكَلَامَ عَلَى ذَلِكَ إِلَى مَكَانِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . وَاسْتَدَلَّ
ابْنُ عَطِيَّةَ لِلْقَوْلِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ أَنَّ الْأَيَّامَ الْمَعْدُودَاتِ ، أَيَّامُ التَّشْرِيقِ
[ ص: 110 ] وَهِيَ الثَّلَاثَةُ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ ، وَلَيْسَ يَوْمُ النَّحْرِ مِنْهَا . بِأَنْ قَالَ : وَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ إِجْمَاعُ النَّاسِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَنْفِرُ أَحَدٌ يَوْمَ الْقَرِّ . وَهُوَ ثَانِي يَوْمِ النَّحْرِ ، وَلَوْ كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ فِي الْمَعْدُودَاتِ لَسَاغَ أَنْ يَنْفِرَ مَنْ شَاءَ مُتَعَجِّلًا يَوْمَ الْقَرِّ : لِأَنَّهُ قَدْ أَخَذَ يَوْمَيْنِ مِنَ الْمَعْدُودَاتِ ، انْتَهَى كَلَامُهُ . وَلَا يَلْزَمُ مَا قَالَهُ : لِأَنَّ قَوْلَهُ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ ، لَا يُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى ظَاهِرِهِ : لِأَنَّ الظَّرْفَ الْمَبْنِيَّ إِذَا عَمِلَ فِيهِ الْفِعْلُ فَلَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْيَوْمَيْنِ ، لَوْ قُلْتَ : ضَرَبْتُ زَيْدًا يَوْمَيْنِ ، فَلَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِ الضَّرْبِ بِهِ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْيَوْمَيْنِ ، وَهُنَا لَا يُمْكِنُ ذَلِكَ : لِأَنَّ التَّعْجِيلَ بِالنَّفْرِ لَمْ يَقَعْ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْيَوْمَيْنِ ، فَلَا بُدَّ مِنَ ارْتِكَابِ مَجَازٌ ، إِمَّا بِأَنْ يُجْعَلَ وُقُوعَهُ فِي أَحَدِهِمَا ، كَأَنَّهُ وُقُوعٌ فِيهِمَا ، وَيَصِيرُ نَظِيرَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=61نَسِيَا حُوتَهُمَا ) ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=22يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ) ، وَإِنَّمَا النَّاسِي أَحَدُهُمَا ، وَكَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْرُجَانِ مِنْ أَحَدِهِمَا . أَوْ بِأَنْ يُجْعَلَ ذَلِكَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، التَّقْدِيرُ : فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي ثَانِي يَوْمَيْنِ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ ، فَيَكُونُ الْيَوْمُ الَّذِي بَعُدَ يَوْمِ الْقَرِّ الْمُتَعَجَّلِ فِيهِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَحْذُوفُ : فِي تَمَامِ يَوْمَيْنِ أَوْ إِكْمَالِ يَوْمَيْنِ ، فَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَقَعَ التَّعَجُّلُ فِي شَيْءٍ مِنَ الْيَوْمَيْنِ ، بَلْ بَعْدَهُمَا . وَعَلَى هَذَا يَصِحُّ أَنْ يُعَدَّ يَوْمُ النَّحْرِ مِنَ الْأَيَّامِ الْمَعْدُودَاتِ ، وَلَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ النَّفْرُ يَوْمَ الْقَرِّ ، كَمَا ذَكَرَهُ
ابْنُ عَطِيَّةَ .
وَظَاهِرُ قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ) ، الْأَمْرُ بِمُطْلَقِ ذِكْرِ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ، وَلَمْ يُبَيِّنْ مَا هَذِهِ الْأَيَّامُ ، لَكِنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ ) ، يُشْعِرُ أَنَّ تِلْكَ الْأَيَّامَ هِيَ الَّتِي يُنْفَرُ فِيهَا ، وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ، وَقَدْ قَالَ فِي ( رَيِّ الظَّمْآنِ ) : أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْأَيَّامَ الْمَعْدُودَاتِ
nindex.php?page=treesubj&link=23444أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ، انْتَهَى .
وَجَعْلُ الْأَيَّامِ ظَرْفًا لِلذِّكْرِ ، يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مَتَى ذُكِرَ اللَّهُ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ فَهُوَ الْمَطْلُوبُ ، وَيُشْعِرُ أَنَّهُ عِنْدَ رَمْيِ الْجِمَارِ ، كَوْنُ الرَّمْيِ غَيْرَ مَحْصُورٍ بِوَقْتٍ ، فَنَاسَبَ وُقُوعُهُ فِي أَيِّ وَقْتٍ مِنَ الْأَيَّامِ ذُكِرَ اللَّهُ فِيهِ ، وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=203فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ ) ، وَأَنَّ الْخِطَابَ بِقَوْلِهِ : وَاذْكُرُوا ظَاهِرٌ أَنَّهُ لِلْحُجَّاجِ ، إِذِ الْكَلَامُ مَعَهُمْ وَالْخِطَابُ قَبْلُ لَهُمْ ، وَالْإِخْبَارُ بَعْدُ عَنْهُمْ ، فَلَا يَدْخُلُ غَيْرُهُمْ مَعَهُمْ فِي هَذَا الذِّكْرِ الْمَأْمُورِ بِهِ . وَمَنْ حَمَلَ الذِّكْرَ هُنَا عَلَى أَنَّهُ الذِّكْرُ الْمَشْرُوعُ عَقِبَ الصَّلَاةِ ، فَهُوَ مِنْهُمْ فِي الْوَقْتِ وَفِي الْكَيْفِيَّةِ . أَمَّا وَقْتُهُ : فَمِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ
عَرَفَةَ إِلَى الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، قَالَهُ
عُمَرُ ،
وَعَلِيٌّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ، أَوْ مِنْ غَدَاةِ
عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ ،
وَعَلْقَمَةُ ،
وَأَبُو حَنِيفَةَ . أَوْ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ
عَرَفَةَ إِلَى أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ آخِرَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، وَرُوِيَ عَنْ
مَالِكٍ هَذَا . أَوْ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى الظُّهْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17314يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ . أَوْ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، قَالَهُ
مَالِكٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ . أَوْ مِنْ ظُهْرِ يَوْمِ النَّحْرِ إِلَى الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13283ابْنُ شِهَابٍ . أَوْ مِنْ ظُهْرِ يَوْمِ
عَرَفَةَ إِلَى الْعَصْرِ مِنْ آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . أَوْ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ مِنْ يَوْمِ النَّفْرِ الْأَوَّلِ ، قَالَهُ
الْحَسَنُ . أَوْ مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ
عَرَفَةَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ يَوْمَ النَّحْرِ ، قَالَهُ
أَبُو وَائِلٍ . أَوْ مِنْ ظُهْرِ يَوْمِ النَّحْرِ إِلَى آخِرِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ، وَبِهِ أَخَذَ
أَبُو يُوسُفَ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ .
وَأَمَّا الْكَيْفِيَّةُ : فَمَشْهُورُ مَذْهَبِ
مَالِكٍ ثَلَاثُ تَكْبِيرَاتٍ ، وَفِي مَذْهَبِهِ أَيْضًا رِوَايَةٌ أَنَّهُ يَزِيدُ بَعْدَهَا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ . وَمَذْهَبُ
أَبِي حَنِيفَةَ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ . وَمَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : يَخْتَصُّ التَّكْبِيرُ بِأَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ فِي جَمَاعَةٍ ، وَقَالَ
مَالِكٌ : مُفْرِدًا كَانَ أَوْ فِي جَمَاعَةٍ عَقِبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ ، وَبِهِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ ،
وَأَبُو يُوسُفَ ،
وَمُحَمَّدٌ ، وَعَنْ
أَحْمَدَ الْقَوْلَانِ . وَالْمُسَافِرُ كَالْمُقِيمِ فِي التَّكْبِيرِ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْأَمْصَارِ ، وَمَشَاهِيرِ الصَّحَابَةِ ، وَالتَّابِعِينَ . وَعَنْ
أَبِي حَنِيفَةَ : أَنَّ الْمُسَافِرِينَ إِذَا صَلَّوْا جَمَاعَةً لَا تَكْبِيرَ عَلَيْهِمْ ، فَلَوِ اقْتَدَى مُسَافِرٌ بِمُقِيمٍ كَبَّرَ ، وَيَنْبَغِي أَنْ يُكَبِّرَ عَقِبَ السَّلَامِ ، وَالْجُمْهُورُ يَعْمَلُ شَيْئًا يَقْطَعُ بِهِ الصَّلَاةَ مِنْ
[ ص: 111 ] الْكَلَامِ وَغَيْرِهِ ، وَقِيلَ : اسْتِدْبَارُ الْقِبْلَةِ ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنْ نَسِيَ التَّكْبِيرَ حِينَ فَرَغَ ، وَذَكَرَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَجْلِسِ فَيَنْبَغِي أَنْ يُكَبِّرَ . وَقَالَ
مَالِكٌ فِي ( الْمُخْتَصَرِ ) : يُكَبِّرُ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ ، فَإِذَا قَامَ مِنْهُ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ فِي ( الْمُدَوَّنَةِ ) : إِنْ نَسِيَهُ وَكَانَ قَرِيبًا قَعَدَ فَكَبَّرَ ، أَوَ تَبَاعَدَ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ ، وَإِنْ ذَهَبَ الْإِمَامُ وَالْقَوْمُ جُلُوسٌ فَلْيُكَبِّرُوا ، وَكَذَلِكَ قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ ، وَمَنْ نَسِيَ صَلَاةً فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ مِنْ تِلْكَ السَّنَةِ قَضَاهَا وَكَبَّرَ ، وَإِنْ قَضَى بَعْدَهَا لَمْ يُكَبِّرْ ، وَدَلَائِلُ هَذِهِ الْمَسَائِلِ مَذْكُورَةٌ فِي كُتُبِ الْفِقْةِ . وَالَّذِي يَظْهَرُ مَا قَدَّمْنَاهُ مِنْ أَنَّ هَذَا الْخِطَابَ هُوَ لِلْحُجَّاجِ ، وَأَنَّ هَذَا الذِّكْرَ هُوَ مَا يُخْتَصُّ بِهِ الْحَاجُّ مِنْ أَفْعَالِ الْحَجِّ ، سَوَاءٌ كَانَ الذِّكْرُ عِنْدَ الرَّمْيِ أَمْ عِنْدَ أَعْقَابِ الصَّلَوَاتِ ، وَأَنَّهُ لَا يَشْرَكُهُمْ غَيْرُهُمْ فِي الذِّكْرِ الْمَأْمُورِ بِهِ إِلَّا بِدَلِيلٍ ، وَأَنَّ الذِّكْرَ فِي أَيَّامِ
مِنًى ، وَفِي يَوْمِ النَّحْرِ عَقِبَ الصَّلَوَاتِ لِغَيْرِ الْحُجَّاجِ ، وَتَعْيِينُ كَيْفِيَّةِ الذِّكْرِ وَابْتِدَائِهِ وَانْتِهَائِهِ يَحْتَاجُ إِلَى دَلِيلٍ سَمْعِيٍّ .