ولا شامت إن نعل عزة زلت
ثم يستعمل في الرأي والاعتقاد ، وهو الزلق ، وقد تقدم شيء من تفسيره في قوله : ( فأزلهما الشيطان عنها ) . وقرأ أبو السماك : " فإن زللتم " بكسر اللام ، وهما لغتان ، كضللت وضللت . والبينات ، حجج الله ودلائله ، أو محمد - صلى الله عليه وسلم - كما قال : ( حتى تأتيهم البينة رسول من الله ) ، وجمع تعظيما له : لأنه وإن كان واحدا بالشخص ، فهو كثير بالمعنى . أو القرآن ، قاله ، أو التوراة والإنجيل ، قال : ( ابن جريج ولقد جاءكم موسى بالبينات ) ، وقال ( وآتينا عيسى ابن مريم البينات ) ، وهذا يتخرج على قول من قال إن المخاطب أهل الكتاب ، أو الإسلام ، أو ما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المعجزات ، أقوال ستة . وفي ( المنتخب ) البينات : تتناول جميع الدلائل العقلية والسمعية من حيث إن عذر المكلف لا يزول إلا عند حصول البينات ، لا حصول التبيين من التكليف ، انتهى كلامه . والدلائل العقلية لا يخبر عنها بالمجيء : لأنها مركوزة في العقول ، فلا ينسب إليها المجيء إلا مجازا ، وفيه بعد .