الميسر : القمار ، وهو مفعل من يسر ، كالموعد من وعد ، يقال : يسرت الميسر ، أي : قامرته ، قال الشاعر :
لو تيسرون بخيل قد يسرت بها وكل ما يسر الأقوام مغروم
واشتقاقه من اليسر وهو السهولة ، أو من اليسار لأنه يسلب يساره ، أو من يسر الشيء إذا وجب ، أو من يسر إذا جزر ، والياسر الجازر ، وهو الذي يجزئ الجزور أجزاء ، قال الشاعر :أقول لهم بالشعب إذ تيسرونني : ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم ؟
وسميت الجزور التي يسهم عليها ميسرا لأنها موضع اليسر ، ثم قيل للسهام ميسر للمجاورة ، واليسر : الذي يدخل في الضرب بالقداح ، وجمعه أيسار ، وقيل : يسر جمع ياسر ، كحارس وحرس وأحراس . وصفة الميسر أنه عشرة أقداح ، وقيل : أحد عشر على ما ذكر فيه ، وهي : الأزلام ، والأقلام ، والسهام ، لسبعة منها حظوظ ، وفيها فروض على عدة الحظوظ : القد ، وله سهم واحد ؛ والتوأم ، وله سهمان ؛ والرقيب ، وله ثلاثة ؛ والحلس ، وله أربعة ؛ والنافس ، وله خمسة ؛ والمسبل وله ستة ؛ والمعلى وله سبعة ؛ وثلاثة أغفال لا حظوظ لها ، وهي : المنيح ، والسفيح ، والوغد ، وقيل : أربعة وهي : المصدر ، والمضعف ، والمنيح ، والسفيح . تزاد هذه الثلاثة أو الأربعة على الخلاف لتكثر السهام وتختلط على الحرضة وهو الضارب بالقداح ، فلا يجد إلى الميل مع أحد سبيلا ، ويسمى أيضا : المجيل ، والمغيض ، والضارب ، والضريب ، ويجمع ضرباء ، وهو رجل عدل عندهم . وقيل يجعل رقيب لئلا يحابي أحدا ، ثم يجثو الضارب على ركبتيه ، ويلتحف بثوب ، ويخرج رأسه ، يجعل تلك القداح في الربابة ، وهي خريطة يوضع فيها ، ثم يجلجلها ، ويدخل يده ويخرج باسم رجل رجل قدحا منها ، فمن خرج له قدح من ذوات الأنصباء أخذ النصيب الموسوم به ذلك القدح ، ومن خرج له قدح من تلك الثلاثة لم يأخذ شيئا ، وغرم الجزور كله . وكانت عادة العرب أن تضرب بهذه القداح [ ص: 155 ] في الشتوة وضيق العيش وكلب البرد على الفقراء ، فيشترون الجزور وتضمن الأيسار ثمنها ، ثم تنحر ويقسم على عشرة أقسام في قول أبي عمرو ، وثمانية وعشرين على قدر حظوظ السهام في قول . قال الأصمعي ابن عطية : وأخطأ في قسمة الجزور على ثمانية وعشرين ، وأيهم خرج له نصيب واسى به الفقراء ، ولا يأكل منه شيئا ، ويفتخرون بذلك ، ويسمون من لم يدخل فيه " البرم " ويذمونه بذلك ، ومن الافتخار بذلك قول الأصمعي الأعشى :
المطعمو الضيف إذا ما شتا والجاعلو القوت على الياسر
وقال زهير في البرم :
حتى تآوى إلى لا فاحش برم ولا شحيح إذا أصحابه غنموا
فلا تقربن جارة إن سرها عليك حرام فانكحن أو تأبدا
الباركين على ظهور نسوتهم والناكحين بشاطي دجلة البقرا
أما الإماء فلا يدعونني ولدا إذا تداعى بنو الأموات بالعار
يمشي بها ريد النعا م تماشي الآم الدوافر
الاعتزال : ضد الاجتماع ، وهو التيؤس من الشيء والتباعد منه ، وتارة يكون بالبدن ، وتارة بالقلب ، وهو افتعال من العزل ، وهو تنجية الشيء من الشيء . أنى : اسم ، ويستعمل شرطا ظرف مكان ، ويأتي ظرف زمان بمعنى " متى " ، واستفهاما بمعنى " كيف " ، وهي مبنية لتضمن معنى حرف الشرط ، وحرف الاستفهام ، وهو في موضع نصب لا يتصرف فيه بغير ذلك البتة .