الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولكن الله ذو فضل على العالمين ) وجه الاستدراك هنا هو أنه لما قسم الناس إلى مدفوع به ومدفوع ، وأنه بدفعه بعضهم ببعض امتنع فساد الأرض ، فيهجس في نفس من غلب وقهر عن ما يريد من الفساد في الأرض أن الله تعالى غير متفضل عليه ، إذ لم يبلغه مقاصده ومآربه ، فاستدرك أنه ، وإن لم يبلغ مقاصده هذا الطالب للفساد أن الله لذو فضل عليه ويحسن إليه ، واندرج في عموم العالمين ، وقال تعالى : ( إن الله لذو فضل على الناس ) وما من أحد إلا ولله عليه فضل ، ولو لم يكن إلا فضل الاختراع .

وهذا الذي أبديناه من فائدة الاستدراك هو على ما قرره أهل العلم باللسان من أن ( لكن ) تكون بين متنافيين بوجه ما ، ويتعلق ( على العالمين ) بفضل ؛ لأن فعله يتعدى بـ ( على ) ، فكذلك المصدر ، وربما حذفت ( على ) مع الفعل ، تقول : فضلت فلانا أي : على فلان ، وجمع بين الحذف والإثبات في قول الشاعر :


وجدنا نهشلا فضلت فقيما كفضل ابن المخاض على الفصيل



وإذا عدي إلى مفعول به بالتضعيف لزمت عليه ، كقوله : ( فضل الله المجاهدين على القاعدين ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية