( فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين ) قال مقاتل : فإن تولوا عن الملاعنة . وقال : عن البيان الذي أبانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم . وقال الزجاج أبو سليمان الدمشقي : عن الإقرار بالوحدانية ، والتنزيه عن الصاحبة والولد . وقال المرسي : عن هذا الذكر . وقيل : عن الإيمان .
و : تولوا ، ماض أو مضارع حذفت تاؤه ، وجواب الشرط في الظاهر الجملة من قوله : ( فإن الله عليم بالمفسدين ) ، والمعنى : ما يترتب على علمه بالمفسدين من معاقبته لهم ، فعبر عن العقاب بالعلم الذي ينشأ عنه عقابهم ، ونبه على العلة التي توجب العقاب ، وهي الإفساد ، ولذلك أتى بالاسم الظاهر دون الضمير ، وأتى به جمعا ; ليدل على العموم الشامل لهؤلاء الذين تولوا ولغيرهم ، ولكونه رأس آية ، ودل على أن توليهم إفساد أي إفساد .