( ) " أم " لا بد أن يتقدمها استفهام أو ما في معناه ، والذي في معناه التسوية ، فإن الذي يستفهم ، استوى عنده الطرفان ، ولهذا يسأل ، وكذا المسئول استوى عنده الأمران . مسألة
فإذا ثبت هذا ، فإن المعادلة تقع بين مفردين وبين جملتين ، والجملتان يكونان اسميتين وفعليتين ، ولا يجوز أن يعادل بين اسمية وفعلية ، إلا أن تكون الاسمية بمعنى الفعلية ، أو الفعلية بمعنى الاسمية ، كقوله : تعالى : ( سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون ) ( الأعراف : 193 ) أي أم صمتم .
وقوله : ( أفلا تبصرون أم أنا خير ) ( الزخرف : 51 - 52 ) لأنهم إذا قالوا له : أنت خير ، كانوا عنده بصراء ، فكأنه قال : أفلا تبصرون أم أنتم بصراء ؟
قال الصفار : إذا كانت الجملتان موجبتين قدمت أيهما شئت ، وإن كانت إحداهما منفية أخرتها ، فقلت : أقام زيد أم لم يقم ؟ ولا يجوز : ألم يقم أم لا ؟ ولا سواء علي ألم تقم أم قمت ؟ لأنهم يقولون : سواء علي أقمت أم لا ، يريدون أم لم تقم ، فيحذفون لدلالة الأول ، فلا يجوز هذا : سواء علي أم قمت ، لأنه حذف من غير دليل ، فحملت سائر المواضع المنفية على هذا .
قال : فإنه لا بد أن يتقدمها الاستفهام أو التسوية بخلاف " أو " فإنه يتقدمها كل كلام إلا التسوية ، فلا تقول : سواء علي قمت أو قعدت ، لأن الواحد لا يكون " سواء " .