الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فلو قال السيد من جاءني بعبدي الآبق فله دينار ، فجاء به نفسان ، كان الدينار بينهما لحصول المجيء بهما ، ولو جاء به عشرة كان الدينار بينهم بالسوية ، سواء اتفقت أجورهم أو اختلفت : لاستوائهم في المجيء به ، فلو قال : يا زيد ، إن جئتني بعبدي فلك دينار ، فجاء به غيره لم يستحق الدينار ، ولو جاء به زيد وعمرو ، نظر في عمرو ، فإن قال جئت به معينا لزيد ، فلزيد جميع الدينار ولا شيء لعمرو : لأن لزيد أن يستعين في حمله بمن شاء ، وإن قال عمرو : جئت به لنفسي طلبا لأجرته ، فلزيد نصف الدينار : لأن له نصف العمل ولا شيء لعمرو : لأنه لم يبذل له على عمله شيء ، فلو اختلف زيد وعمرو فقال زيد : جئت به معينا لي وقال عمرو : بل جئت به مستعجلا لنفسي ، رجع إلى السيد ، فإن صدق زيدا استحق الدينار كله ، وإن صدق عمرا حلف السيد دون عمرو : لأنه الغارم وليس عليه إلا نصف الدينار .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية