قال الماوردي : أما مساورة الدم ، يعني : به ملازمة الدم وغلبته . ومنه قول الشاعر :
ساورتني صيلة من الرقش في أنيابها السم ناقع
ومساورة الدم هو ما يسميه الطب الحمرة ، وهو أن يغلب الدم بزيادته ، فلا يسكن بالفصد ، وربما حدث منه الخناق والذبحة فيوصي صاحبه فهو مخوف .
وأما ، فإن انقلب المرار إلى السوداء فهو غير مخوف ؛ لأن السوداء قد تفضي بصاحبها إلى أحد أمرين : إما تغير العقل وإما ظهور حكة وبثور وذلك في الأغلب غير مخوف . المرار إذا غلب عليه فهو مخوف
وأما البلغم إذا غلب فمخوف ، فإن استمر فصار فالجا فهو غير مخوف ؛ لأن المفلوج قد تسترخي بعض أعضائه فيعيش دهرا .