الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي - رحمه الله تعالى - : " ومن ساوره الدم حتى تغير عقله أو المرار أو البلغم ، كان مخوفا ، فإن استمر به فالج فالأغلب إذا تطاول به أنه غير مخوف " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : أما مساورة الدم ، يعني : به ملازمة الدم وغلبته . ومنه قول الشاعر :


                                                                                                                                            ساورتني صيلة من الرقش في أنيابها السم ناقع



                                                                                                                                            ومساورة الدم هو ما يسميه الطب الحمرة ، وهو أن يغلب الدم بزيادته ، فلا يسكن بالفصد ، وربما حدث منه الخناق والذبحة فيوصي صاحبه فهو مخوف .

                                                                                                                                            وأما المرار إذا غلب عليه فهو مخوف ، فإن انقلب المرار إلى السوداء فهو غير مخوف ؛ لأن السوداء قد تفضي بصاحبها إلى أحد أمرين : إما تغير العقل وإما ظهور حكة وبثور وذلك في الأغلب غير مخوف .

                                                                                                                                            وأما البلغم إذا غلب فمخوف ، فإن استمر فصار فالجا فهو غير مخوف ؛ لأن المفلوج قد تسترخي بعض أعضائه فيعيش دهرا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية