[ شجاع إلى بني عامر بالسي ] سرية
ثم بعث سرية شجاع بن وهب الأسدي في شهر ربيع الأول إلى جمع هوازن بالسي بناحية ركبة من وراء المعدن على خمس ليال من المدينة في أربعة وعشرين [ ص: 59 ] رجلا ، فاستاقوا نعما كثيرا وشاء ، أصاب السهم خمسة عشر بعيرا ، وعدل البعير بعشرة من الغنم ، وغابت السرية خمس عشرة ليلة .
ثم بعث عمرو بن كعب بن عمير الغفاري في شهر ربيع الأول إلى سرية ذات أطلاح ، وهي وراء وادي القرى من أرض الشام في خمسة عشر رجلا ، فوجدوا بها جمعا كثيرا فدعوهم إلى الإسلام ، فلم يستجيبوا ، وقاتلوهم أشد قتال ، حتى قتلوا جميعا ، وأفلت جريح منهم حتى قدم المدينة متحاملا ، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخبرهم ، فشق عليه ، وهم أن يبعث إليهم بعثا فبلغه أنهم قد بعدوا فكف .
وفي هذه السنة أسلم عمرو بن العاص عند النجاشي ، وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلما ، وقدم معه خالد بن الوليد ، وعثمان بن طلحة بن أبي طلحة من بني عبد الدار ، وأسلموا وبايعوا ، فقال عمرو بن العاص : أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ، ولا أذكر ما تأخر ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عمرو بايع ، إن الإسلام يجب ما قبله . يا