الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : [ غزوة بني النضير ]

                                                                                                                                            ثم غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة بني النضير في شهر ربيع الأول .

                                                                                                                                            وسببها : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إليهم في نفر من أصحابه من المهاجرين والأنصار للعهد الذي بينه وبينهم : يستعين بهم في الديتين على القتيلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري : فهموا بقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإلقاء حجر عليه ، فعلم به ، وعاد إلى المدينة ، وتبعه أصحابه ، وهم لا يعلمون سبب عوده ، وراسل بني النضير أن يخرجوا عن بلاده ، فهموا بذلك ، حتى راسلهم عبد الله بن أبي ابن سلول أنه ينصرهم في ألفي رجل من قومه ، ومن خلطائه ، فقويت به نفوسهم ، وامتنعوا عن الخروج : فسار إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه ، فصلى العصر بفناء بني النضير ، وحمل رايته علي بن أبي طالب - عليه السلام - واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، وحاصرهم في حصونهم خمسة عشر يوما ، وقطع عليهم نخلهم بالنوير : فقالوا : نحن نخرج عن بلادك فقال : لا أقبله اليوم منكم ، وخذلهم عبد الله بن أبي ، ثم أجلاهم عنها على أن لهم دماءهم ، وما حملته الإبل من أموالهم ، إلا الحلقة يعني السلاح ، وولى محمد بن مسلمة إخراجهم ، فخرجوا بنسائهم ، وصبيانهم ، وتحملوا ستمائة بعير حتى نزلوا خيبر وقبض الأرضين والحلقة ، فوجد فيها خمسا وخمسين بيضة وثلاثمائة وأربعين سيفا ، واصطفى أموالهم خالصة له : حبسا لنوائبه ولم يخمسها لأنها مما أفاء الله عليه ووسع في الناس ، فأعطى منها أناسا من أصحابه ، فأعطى أبا بكر بئر حجر ، وأعطى عمر بئر خم وأعطى عبد [ ص: 38 ] الرحمن بن عوف سؤاله ، وأعطى صهيب بن سنان السراطة ، وأعطى الزبير بن العوام وأبا سلمة بن عبد الأسد البويرة ، وأعطى سهل بن حنيف وأبا دجانة مال ابن خرشة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية