الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " والمجوس أهل كتاب دانوا بغير دين أهل الأوثان ، وخالفوا اليهود والنصارى في بعض دينهم ، كما خالفت اليهود والنصارى في بعض دينهم ، وكانت المجوس في طرف من الأرض ، لا يعرف السلف من أهل الحجاز من دينهم ما يعرفون من دين اليهود والنصارى حتى عرفوه ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذها من مجوس هجر ، وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : هم أهل كتاب بدلوا فأصبحوا وقد أسري بكتابهم ، وأخذها منهم أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وأما المجوس ، فقد كانوا على بعد من الحجاز ، وكانت ديارهم العراق وفارس ، وهم يتدينون بنبوة زرادشت وإقرارهم بالجزية متفق عليه ، لما رواه الشافعي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ الجزية من مجوس هجر وروي أن عمر أشكل عليه أمر المجوس حين افتتح بلادهم بالعراق ، وقال : ما أدري ما أصنع في أمرهم : فقال له عبد الرحمن بن عوف : أشهد لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : سنوا بهم سنة أهل الكتاب . فأخذ عمر منهم الجزية بالعراق وفارس ، وقد كان أبو بكر أخذها منهم فيما افتتحه من أطراف العراق ، وأخذها بعدهما عثمان وعلي ، فكان أخذها منهم سنة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأثرا عن الخلفاء الراشدين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية