الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : يختار للإمام أن يضحي لكافة المسلمين وعنهم من بيت مالهم بدنة يذبحها في المصلى بعد فراغه من صلاته ، لقول الله تعالى : فصل لربك وانحر [ الكوثر : 2 ] . وأقل ما ينحره شاة ، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحر بعد صلاته شاة عن أمته ، ويتولى نحرها بنفسه اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأئمة الراشدين ، ويخلي بين الناس وبينها ، فإن ضحى من ماله ذبح حيث شاء ، ففرق على ما أراد ، فأما غير الإمام فيختار أن يضحي في منزله بمشهد أهله ، ليفرحوا بالذبح ويستمتعوا باللحم ، فإن ضحى بعدد من الضحايا ، فيختار أن يفرقها في أيام النحر ، فينحر في كل يوم بعضها ، لأنه أطول استمتاعا بلحمها ، فإن ضحى برأسين ، فيجب أن يذبح أحدهما في أول الأيام ، والثاني في آخر الأيام ، فإن عدل عن الاختيار فذبح جميعها في يوم واحد ، فلا حرج عليه ، ويختار أن يبادر إلى الأكل من أكبادها ، وأسنمتها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه من أطايبها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية