فصل : وإذا ففي الحنث به وجهان : حلف لا آكل هذا الرطب ، فصار تمرا ، أو لا آكل هذا الجدي ، فصار تيسا ، أو لا أكلم هذا الصبي ، فصار شيخا ،
أحدهما : وهو قول أبي علي بن أبي هريرة : لا يحنث ، لانتقاله عن صفته كالطعام إذا طحن والدقيق إذا خبز .
والوجه الثاني : يحنث ، وفرق قائله بين هذا وبين طحن الطعام وخبز الدقيق ، بأن انتقال هذا عن حاله حادث من ذاته ، فصار بعد الانتقال منسوبا إلى أصله .
وانتقال الطعام بالطحن والدقيق بالخبز حادث عن صنعة فاعل ، فصار بالانتقال منسوبا إلى فاعله دون أصله .
وتعليل هذا الفرق معلول بمن حلف لا يأكل حنطة ، فصارت زرعا ، ولا يأكل بيضة ، فصارت فرخا ، فإنه لا يحنث بوفاق وإن كان انتقال ذات .