الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " وإن نذر سنة بغير عينها قضى هذه الأيام كلها " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : إذا كان النذر معقودا على صيام سنة غير معينة ، فالسنة تجمع شهورا والشهر يجمع أياما ، فشهور السنة اثنا عشر شهرا ، وأيام الشهر ما بين هلاليه ، فإن تم كان ثلاثين يوما ، لا يزيد عليها ، وإن نقص كان تسعة وعشرين يوما ، لا ينقص منها ، فإن فات هلاله كان ثلاثين يوما لا ينقص منها ، فتصير شهور السنة بفوات أهلتها ثلاثمائة وستين يوما ، وإذا كان كذلك فنذر صيامها على ضربين : مطلق ، ومتتابع .

                                                                                                                                            [ ص: 493 ] فأما المطلق فيجوز أن يصومها متتابعا ومتفرقا ، فإن صامها متفرقا ، نظرت فإن صام كل شهر منها بأسره ، ولم يفطر في شيء من أيامه ، اعتد بما بين هلاليه شهرا سواء كان الشهر كاملا أو ناقصا ، وإن أفطر يوما منه استوفاه ثلاثين يوما كاملة ، لفوات هلاله ، فإن كان كاملا قضى يوم فطره وحده ، وإن كان ناقصا صام يومين يوم فطره ويوم نقصانه ، ويكون في صيامه كل شهر على هذا الحكم ، حتى يستكمل صيام اثني عشر شهرا ، سواء تابع شهورها أو فرقها فلو صام من كل شهر عشرة أيام ، وجب أن يستكمل صيام ثلاثة وستين يوما ، لأنه قد فات هلال كل شهر بصيام بعضه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية