الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( أحصرتم ) قال يونس بن حبيب : أحصر الرجل رد عن وجه يريده ، قيل : حصر وأحصر لمعنى واحد ، قاله الشيباني ، والزجاج ، وقاله ابن عطية عن الفراء ، وقال ابن ميادة :


وما هجر ليلى أن يكون تباعدت عليك ولا أن أحصرتك شغول



وقيل : أحصر بالمرض ، وحصره العدو ، قاله يعقوب . وقال الزجاج أيضا : الرواية عن أهل العلم في العلم الذي يمنعه الخوف والمرض : أحصر ، والمحبوس : حصر ، وقال أبو عبيدة والفراء أيضا أحصر فهو محصر ، فإن حبس في سجن أو دار قيل : حصر فهو محصور ، وقال ثعلب : أصل الحصر والإحصار الحبس ، وحصر في الحبس أقوى من أحصر ، وقال ابن فارس في ( المجمل ) : حصر بالمرض ، وأحصر بالعدو . ويقال : حصر صدره أي : ضاق ، ورجل حصر : وهو الذي لا يبوح بسره ، قال جرير :


ولقد تكنفني الوشاة فصادفوا     حصرا بسرك يا تميم ضنينا



والحصر : احتباس الغائط ، والحصير : الملك : لأنه كالمحبوس بالحجاب . قال لبيد :


حتى لدى باب الحصير قيام

والحصير معروف : وهو سقيف من بردى ، سمي بذلك لانضمام بعضه إلى بعض ، كحبس الشيء مع غيره .

( الهدي ) الهدي ما يهدى إلى بيت الله تعالى تقربا إليه ، بمنزلة الهدية يهديها الإنسان إلى غيره . يقال : أهديت إلى البيت الحرام هديا وهديا ، بالتشديد ، والتخفيف ، فالتشديد جمع هدية ، كمطية ومطي ، والتخفيف جمع هدية كجذية السرج ، وجذي . قال الفراء : لا واحد للهدي ، وقيل : التشديد لغة تميم ، ومنه قول زهير :


فلم أر معشرا أسروا هديا     ولم أر جار بيت يستباء



وقيل : الهدي ، بالتشديد فعيل بمعنى مفعول ، وقيل : الهدي بالتخفيف مصدر في الأصل ، وهو بمعنى الهدي كالرهن ونحوه ، فيقع للإفراد والجمع . وفي اللغة ما أهدي من دراهم أو متاع أو نعم أو غير ذلك يسمى هديا ، لكن الحقيقة الشرعية خصت الهدي بالنعم . وقد وقع الخلاف فيما يسمى من النعم هديا على ما سيأتي ذكره إن شاء الله .

الحلق : مصدر حلق يحلق ، إذا أزال الشعر بموسى أو غيره من محدد ونورة ، والحلق مجرى الطعام بعد الفم . الأذى : مصدر ، وهو بمعنى الألم ، تقول : آذاني زيد إيذاء آلمني .

الصدقة : ما أعطي من مال بلا عوض تقربا إلى الله تعالى . النسك : قال ابن الأعرابي : النسك سبائك الفضة ، كل سبيكة منها نسيكة ، ثم قيل للمتعبد : ناسك : لأنه خلص نفسه من دنس الآثام وصفاها ، كالنسيكة المخلصة من الدنس ، ثم قيل للذبيحة : نسك : لأنها من أشرف العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى ، وقيل : النسك مصدر نسك ينسك نسكا ونسكا ، كما تقول حلم الرجل ، حلما وحلما . الأمن : زوال ما يحذر [ ص: 61 ] يقال : أمن يأمن أمنا وأمنة .

الثلاثة : عدد معروف ، ويقال منه : ثلثت القوم أثلثهم ، أي صيرتهم ثلاثة بي . والثلاثون عدد معروف ، والثلث بضم اللام وتسكينها أحد أجزاء المنقسم إلى ثلاثة ، وثلث ممنوع من الصرف ، وسيأتي الكلام على ذلك إن شاء الله . العقاب : مصدر عاقب أي جازى المسيء على إساءته ، وهو مشتق من العاقبة ، كأنه يراد عاقبة فعلة المسيء .

التالي السابق


الخدمات العلمية