الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

إذا فعل محظورات من أجناس مثل أن يلبس ، ويتطيب ، ويحلق : فعنه عليه بكل جنس كفارة سواء فعلها في مرات لسبب ، أو أسباب .

قال ابن منصور : قلت قال سفيان : في الطيب كفارة ، وفي الثياب كفارة ، وفي الشعر كفارة . قال أحمد : جيد في كل واحد كفارة .

وقال - في رواية إبراهيم - في محرم مرض في الطريق ، فحلق رأسه [ ص: 391 ] ولبس ثيابه واطلى : عليه هديان . وهذا اختيار .. . .

ونقل عنه ابن منصور - في محرم مس طيبا ، ولبس الخفين ، وما أشبه ذلك مما لا ينبغي له أن يفعل ، قال : عليه كفارة واحدة ، وإن فعل ذلك واحدا بعد واحد فعليه دم لكل واحد .

فقد نص : على أنه إذا فعل ذلك في مكان واحد ووقت واحد دفعة واحدة : لم يلزمه إلا كفارة واحدة . وهكذا حرر هذه الرواية ابن أبي موسى والقاضي في المجرد ، وابن عقيل وغيرهم ، واختارها ابن أبي موسى ، قال : ولو لبس المحرم ثيابه ، ومس طيبا ، ولبس الخفين ، وحلق شعره ، وأتى بذلك كله في مكان واحد : لزمه كفارة واحدة .

وقيل عنه : كفارتان إلا أن يفرق ذلك فيلزمه لكل فعل كفارة واحدة قولا واحدا . وأطلق القاضي - في خلافه- وأبو الخطاب وغيره القول بأن عنه رواية : بالتداخل في الأجناس المختلفة مطلقا ، وحكى القاضي ذلك عن أبي بكر . ولفظ المنصوص يخالف ذلك ، وذكر في المجرد رواية ثالثة .. . .

[ ص: 392 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية