الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

وأما الصيام : فإنه يصوم عن طعام كل مسكين يوما ؛ لأن الله قال : ( أو عدل ذلك صياما ) وعدل الصدقة من الصيام في كتاب الله : أن يصام عن طعام كل مسكين يوم ، كما أن عدل الصيام من الصدقة أن يطعم عن كل يوم مسكين ؛ قال الله تعالى : ( فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ) ، ثم قال : ( فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ) ، وقال : ( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) ، وذلك لأن طعام يوم كصوم يوم .

ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - : جعل في بيض النعامة صوم يوم ، أو إطعام مسكين وكذلك أصحابه .

وفي مقدار طعام المسكين الذي يصام عنه يوم : روايتان ذكرهما ابن أبي موسى و... : -

إحداهما : نصف صاع على ما ذكره في رواية حنبل والأثرم ؛ لأنه مأثور عن ابن عباس .

والثانية : مد ، قال - في رواية ابن منصور - : إذا كان جزاء الصيد مد ونصف : فلا بد من تمام يومين .

[ ص: 324 ] ابتداء فإنه تجب قيمته في موضعه وقت قتله ، وحمل إطلاق أحمد على ذلك ؛ لأن ما له مثل يجب إخراج مثله في الحرم ، فإذا أراد إخراج بدله : فعليه أن يقومه في الموضع الذي يجب إخراجه فيه .

والصواب : المنصوص ؛ لأنه بقتل الصيد وجب الجزاء في ذمته ؛ ولأن قيمة المتلف إنما تعتبر حال الوجوب في ظاهر المذهب ، فلا يجوز تأخير التقويم إلى حين الأداء ثم المثل المقوم لا وجود له ، وإنما يقدر ....

وإن لم يكن له مثل : قوم نفس الصيد يوم القتل في موضعه ، أو في أقرب المواضع إليه ويكون التقويم بالنقد الغالب . فإن قومه بطعام ....

التالي السابق


الخدمات العلمية