الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن اشترى عرصة ثم اشترى نقضها قلت : أرأيت إن اشتريت عرصة في دار فيها بنيان على أن النقض لرب الدار ولم أشتر منه النقض ، ثم اشتريت بعد ذلك النقض أو اشتريت منه النقض أولا ، ثم اشتريت العرصة بعد ذلك فطلب الشفيع الشفعة ، أتكون له الشفعة في العرصة والنقض جميعا أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، تكون شفعة الشفيع في النقض وفي العرصة فيهما جميعا في العرصة بما اشتراها به المشتري والنقض بالقيمة قائما .

                                                                                                                                                                                      قلت : ولم جعلت للشفيع الشفعة في النقض ، وإنما صفقة النقض غير صفقة العرصة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : جعلت الشفعة في العرصة وقلت [ ص: 264 ] للشفيع خذ النقض منه بقيمته صحيحا ولا تأخذ النقض بما اشتراه المشتري ; لأنه لو اشترى العرصة وحدها ثم أحدث فيها بنيانا ، لم يكن للشفيع الأخذ حتى يدفع قيمة بنيانه وكذلك مسألتك . وهذا الذي أخبرتك به فيما أحدث المشتري من البنيان فيما اشترى ، هو قول مالك وعلى هذا قست مسألتك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية