الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة : ( ثم يدفع مع الإمام إلى مزدلفة على طريق المأزمين وعليه السكينة والوقار ، ويكون ملبيا ذاكرا لله عز وجل ) .

وجملة ذلك أنه لا يجوز الخروج من عرفة حتى تغرب الشمس ، ولا يدفع حتى يدفع الإمام ، ويسير وعليه السكينة والوقار .

قال أبو عبد الله - في رواية المروذي - : فإذا دفع الإمام دفعت معه ، ولا تفض حتى يدفع الإمام ، وأنت في خلال ذلك تلبي ، فإذا أفضت من عرفات فهلل وكبر ولب ، وقل : اللهم إليك أفضت ، وإليك رغبت ، ومنك رهبت فاقبل نسكي ، وأعظم أجري ، وتقبل توبتي ، وارحم تضرعي ، واستجب دعائي ، وأعطني سؤلي .

قال جابر بن عبد الله في حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس ، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص ، وأردف أسامة خلفه ، ودفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد شنق للقصوى الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ، ويقول بيده : " أيها الناس ، السكينة السكينة ، كلما أتى جبلا من الجبال أرخى لها قليلا حتى يصعد ، حتى أتى المزدلفة " . رواه مسلم .

[ ص: 512 ] وعن ابن عباس : " أنه دفع مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع وراءه زجرا شديدا ، وضربا ، وصوتا للإبل ، فأشار بسوطه إليهم : أيها الناس عليكم بالسكينة ، فإن البر ليس بالإيضاع " . رواه البخاري .

وعن ابن عباس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أفاض من عرفة وأسامة ردفه ، قال أسامة : " فما زال يسير على هينته حتى أتى جمعا " . رواه مسلم .

وعن عروة بن الزبير أنه قال : سئل أنس ، وأنا جالس : " كيف كان يسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع حين أفاض من عرفات ؟ قال : يسير العنق ، [ ص: 513 ] فإذا وجد فجوة نص " . متفق عليه .

وأما التلبية : فلما تقدم في حديث الفضل بن عباس .

وإنما استحب له سلوك المأزمين ... .

وإن سلك الطريق الأخرى جاز .

قال أبو طالب : سألت أحمد عن قول عطاء : لا بأس بطريق ضب ، قال : طريق مختصر من عرفات إلى منى .

التالي السابق


الخدمات العلمية