الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 390 ] الرجل يهب دارا للثواب فباع الموهوب له نصفها قلت : أرأيت إن وهبت لرجل دارا للثواب فباع الموهوب له نصفها ؟ قال : يقال للموهوب له : اغرم القيمة . فإن أبى قيل للواهب : أنت بالخيار إن شئت أخذت نصف الدار الذي بقي وضمنته نصف القيمة ، وإن شئت أسلمت الدار كلها وأخذت القيمة كلها . قلت : وهذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا رأيي مثل ما قال مالك : في البيع إذا استحق نصف الدار وبقي نصفها في يد المشتري . قلت : فإن وهبت له عبدين للثواب فباع أحدهما وأبى أن يثيبني ؟ قال : إن كان الذي باعه الموهوب له هو وجه الهبة ، وفيه كثرة الثمن ، فالموهوب له ضامن لقيمتها جميعا ، وإن كان ليس هو وجه الصفقة أخذ الواهب الباقي ويتبعه بقيمة الذي باع يوم قبضه . وهذا رأيي مثل ما قال مالك في البيع إذا استحق أحدهما أو وجد به عيب .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : أو باع أحدهما .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية