الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
185 - " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا " ؛ (ق د) ؛ عن ابن عمر ؛ (صح).

التالي السابق


(اجعلوا) ؛ من " الجعل" ؛ كما قال الحراني ؛ وهو إظهار أمر عن سبب؛ وتصيير؛ (آخر صلاتكم بالليل) ؛ يعني: [ ص: 160 ] تهجدكم فيه؛ (وترا) ؛ بالكسر؛ والفتح؛ وهو الفرد؛ ما لم يشفع من العدد؛ والمراد صلاة الوتر؛ وذلك لأن أول صلاة الليل المغرب؛ وهي وتر؛ فناسب كون آخرها وترا؛ والأمر للوجوب؛ عند أبي حنيفة ؛ وللندب عند الشافعي ؛ بدليل ذكر صلاة الليل؛ فإنها غير واجبة اتفاقا؛ فكذا آخرها؛ وخبر: " من لم يوتر فليس منا" ؛ معناه: غير عامل بسنتنا؛ وفيه الأمر بجعل صلاة الوتر آخر الليل؛ فتأخيره إلى آخره أفضل لمن وثق بانتباهه آخر الليل؛ وتقديمه لغيره أفضل؛ كما يصرح به خبر مسلم : " من خاف ألا يقوم من آخر الليل؛ فليوتر أوله؛ ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة" ؛ أي: تشهدها ملائكة الرحمة؛ وعلى التفصيل تحمل الأحاديث المطلقة؛ كخبر: " أوصاني خليلي ألا أنام إلا على وتر" .

(ق د) ؛ في الصلاة؛ (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وقضية صنيعه أنه لم يروه من الستة إلا هؤلاء الثلاثة؛ والأمر بخلافه؛ فإن النسائي رواه معهم.



الخدمات العلمية