الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
307 - " أخوك البكري؛ ولا تأمنه " ؛ (طس)؛ عن عمر بن الخطاب ؛ (د)؛ عن ابن عمرو بن الفغواء؛ (ح).

التالي السابق


(أخوك البكري) ؛ بكسر الموحدة؛ أي: الذي ولده أبواك أولا؛ وهذا على المبالغة في التحذير؛ أي: أخوك شقيقك؛ خفه؛ واحذر منه؛ (ولا تأمنه) ؛ فضلا عن الأجنبي؛ فالتحذير منه أبلغ؛ فـ " أخوك" ؛ مبتدأ؛ و" البكري" ؛ نعته؛ والخبر " يخاف منه" ؛ مقدرا؛ وفيه إثبات الحذر؛ واستعمال سوء الظن فيمن لم يتحقق فيه حسن السيرة؛ قال الديلمي : وهذه كلمة جاهلية؛ تمثل بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وقال العسكري: هذا من الحكم والأمثال.

(طس)؛ من طريق زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ؛ عن أبيه؛ (عن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ قال أسلم: خرجت في سفر؛ فلما رجعت قال لي عمر : " من صحبت؟" ؛ قلت: رجلا من بكر بن وائل؛ فقال: " أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:..." ؛ فذكره؛ قال الهيتمي: أسلم وأبوه ضعيفان؛ (د؛ عن) ؛ عبد الله (ابن عمرو بن الفغواء) ؛ عن أبيه؛ و" الفغواء" ؛ بفتح الفاء؛ وسكون الغين المعجمة؛ وواو مخففة؛ مع المد؛ ويقال: ابن أبي الفغواء؛ قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد أراد أن يبعثني إلى أبي سفيان بمال يقسمه في قريش بمكة؛ بعد الفتح؛ فقال: " التمس صاحبا" ؛ فجاءني عمرو بن أمية الضمري ؛ فقال: بلغني أنك تريد الخروج؛ وتلتمس صاحبا؛ قال: قلت: أجل؛ قال: فأنا لك صاحب؛ قال: فجئت إلى النبي - صلى الله (تعالى) عليه وعلى آله وسلم - فقلت له: قد وجدت صاحبا؛ قال: " من؟" ؛ فقلت: عمرو بن أمية الضمري ؛ فقال: " إذا هبطت بلاد قومه فاحذره؛ فإنه قد قال القائل: أخوك البكري؛ ولا تأمنه" ؛ [ ص: 223 ] فخرجت؛ حتى إذا كنا بالأبواء قال: أريد حاجة إلى قومي بودان؛ فتلبث لي؛ قلت: راشدا؛ فلما ولى ذكرت ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فشددت على بعيري؛ ثم خرجت حتى إذا كنت بالأصافير؛ إذا هو يعارضني في رهط؛ قال: فأوضعت بعيري فسبقته؛ فلما رآني قد فته انصرفوا؛ وجاءني؛ فقال: كان لي إلى قومي حاجة؛ قال: قلت: أجل؛ فمضينا حتى قدمنا مكة؛ فدفعت المال إلى أبي سفيان ؛ انتهى؛ وعبد الله قال ابن حبان : مستور؛ وقال الذهبي : تابعي مجهول؛ وساقه في الضعفاء؛ وقال في غيرها: لا يعرف؛ قال: وعمرو له صحبة ورواية؛ وفي التقريب: عمرو بن الفغواء الخزاعي صحابي في إسناد حديثه اختلاف؛ انتهى؛ يشير إلى هذا الحديث؛ ورواه العسكري - رحمه الله (تعالى) - في الأمثال؛ من حديث مسور؛ مرفوعا؛ هذا وقد رمز المؤلف لحسنه؛ ولعله لاعتضاده.



الخدمات العلمية