الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              2460 باب الترغيب في المقام بالمدينة، عند فتح الأمصار

                                                                                                                              وعبارة النووي: (باب ترغيب الناس، في سكنى المدينة إلخ ).

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص159 ج9 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن سفيان بن أبي زهير ) رضي الله عنه ; (قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يفتح اليمن فيأتي قوم يبسون. فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم. والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون. فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم. والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسون. فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم. والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون" ) ].

                                                                                                                              [ ص: 77 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 77 ] (الشرح)

                                                                                                                              قال النووي: يبسون. بفتح الياء، والباء تضم وتكسر. ويقال أيضا: بضم الياء مع كسر الباء ;

                                                                                                                              فتكون اللفظة ثلاثية، ورباعية. فحصل في ضبطه ثلاثة أوجه.

                                                                                                                              ومعناه: يتحملون بأهليهم.

                                                                                                                              وقيل: معناه: يدعون الناس إلى بلاد الخصب. وهو قول إبراهيم الحربي.

                                                                                                                              قال أبو عبيد: معناه: يسوقون. والبس: سوق الإبل.

                                                                                                                              وقال ابن وهب: معناه: يزينون لهم البلاد، ويحببونها إليهم، ويدعونهم إلى الرحيل إليها.

                                                                                                                              ونحوه في الحديث السابق: "يدعو الرجل ابن عمه وقريبه: هلم إلى الرخاء، هلم إلى الرخاء".

                                                                                                                              وقال الداودي: معناه: يزجرون الدواب إلى المدينة، فيبسون ما يطوون من الأرض ويفتونه فيصير غبارا. ويفتنون من بها، لما يصفون لهم من رغد العيش.

                                                                                                                              [ ص: 78 ] قال النووي: وهذا ضعيف أو باطل. بل الصواب الذي عليه المحققون، أن معناه: الإخبار عمن خرج من المدينة متحملا بأهله وعياله، باسا في سيره، مسرعا إلى الرخاء في الأمصار، التي أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بفتحها.

                                                                                                                              قال العلماء: في هذا الحديث: معجزات لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأن هذه الأقاليم تفتح على هذا الترتيب. ووجد جميع ذلك كذلك، بحمد الله وفضله..

                                                                                                                              وفيه: فضيلة سكنى المدينة، والصبر على شدتها وضيق العيش بها. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية