الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      أوصى لرجل بخدمة عبده سنة ثم هو حر والموصى له غائب قلت : أرأيت إن قال : يخدم عبدي فلانا سنة ، ثم هو حر - وذلك في مرضه - فمات فنظر فإذا فلان الذي أوصى له بالخدمة ببلد ناء عن الميت عن العبد ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمع من مالك فيه ما أقوم على حفظه ، وأرى للسلطان أن يؤاجره للغائب ويأخذ له عمل هذا العبد إن كان ممن يؤاجر ويخدم ، ثم هو حر إذا أوفت السنة ، فإن كان ممن لا يؤاجر وإنما أريد منه ناحية الكفالة والحضانة انتظر به وكتب إلى الرجل ، أو خرج العبد إليه ، فإذا أوفت السنة من يوم مات السيد فهو حر .

                                                                                                                                                                                      قلت : خدم أو لم يخدم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، لأني سألت مالكا عن الرجل يقول لعبده اخدمني سنة وأنت حر فيأبق منه حيث تنقضي السنة . قال : قال مالك : هو حر إذا انقضت السنة .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : وإنما ذلك عندي بمنزلة ما لو مرضها . قال : وإنما رأيت أن يعتق إذا مضت السنة من يوم مات السيد ; لأنا سألنا مالكا [ ص: 345 ] عن الرجل يوصي وهو صحيح ويقول في وصيته : عبدي حر بعد خمس سنين ، من أين يضرب له الخمس سنين ، من يوم أوصى أو من يوم مات ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك بل من يوم مات يحسب له خمس سنين .

                                                                                                                                                                                      قلت : ويكون له أن يرده ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، له أن يرده وإنما هي وصية ولا يكون الأجل إلا من بعد موته ، وإنما هذا رجل قال : إذا أنا مت فعبدي هذا حر بعد موتي بخمس سنين ، وكذلك تقع الوصايا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية