الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الموصي يقدم في لفظه ويؤخر قلت : أرأيت الميت إذا أوصى بوصايا فقدم في اللفظ بعضها قبل بعض ، هل ينظر في لفظه فيقدم ما قدم بلفظه في الثلث ، أم ينظر إلى الذي هو أوكد فيقدمه في الثلث ، وإن كان لفظ به وتكلم به في آخر الوصايا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ، إنما ينظر في هذا إلى الأوكد فيقدم في الثلث ، وإن تكلم به في آخر الوصايا ، ولا ينظر إلى لفظه إلا أن يكون أوصى فقال [ ص: 355 ] ابدءوا بكذا ثم كذا ، فإنه يبدأ بما قال . وإن كان الذي لم يبده الميت هو أوكد ، فإنه لا يقدم في الثلث لأن الميت قد قدم غيره ، وهذا قول مالك . وذلك أن الرجل يقول اشتروا لي غلاما بخمسين دينارا فأعتقوه مبدأ وأعتقوا فلانا لعبد له بعينه ، فهذا الذي ليس بعينه يبدأ ههنا على الذي بعينه ; لأن الميت بدأه ، ولو لم يبده الميت كما وصفت لك لكان المعتق بعينه أولى بالثلث ، فإن فضل شيء من الثلث كان للآخر ، ولا يلتفت إلى لفظه في الكلام إلا أن يبديه الميت كما وصفت لك . سحنون : وقد قال الله تبارك وتعالى : { من بعد وصية يوصى بها أو دين } سورة النساء فاجتمع أهل العلم على أن الدين مبدأ على الوصايا تم كتاب الوصايا الأول من المدونة الكبرى ويليه كتاب الوصايا الثاني

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية