الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
46 - الكاف

للتشبيه ، نحو : وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام ( الرحمن : 24 ) وهو كثير .

وللتعليل كقوله تعالى : كما أرسلنا فيكم رسولا ( البقرة : 151 ) ، قال الأخفش : أي لأجل إرسالي فيكم رسولا منكم فاذكروني . وهو ظاهر في قوله تعالى : واذكروه كما هداكم ( البقرة : 198 ) . وجعل ابن برهان النحوي منه قوله تعالى : ويكأنه لا يفلح الكافرون ( القصص : 82 ) .

وللتوكيد : أو كالذي مر على قرية ( البقرة : 259 ) . وقوله : ليس كمثله شيء ( الشورى : 11 ) أي ليس شيء مثله ، وإلا لزم إثبات المثل .

[ ص: 269 ] قال ابن جني : وإنما زيدت لتوكيد نفي المثل ، لأن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانيا .

وقال غيره : الكاف زائدة لئلا يلزم إثبات المثل لله تعالى ، وهو محال لأنها تفيد نفي المثل عن مثله لا عنه ؛ لأنه لولا الحكم بزيادتها لأدى إلى محال آخر ، وهو أنه إذا لم يكن مثل شيء لزم ألا يكون شيئا لأن مثل المثل مثله .

وقيل : المراد مثل الشيء ذاته وحقيقته ، كما يقال : مثلي لا يفعل كذا ، أي أنا لا أفعل ، وعلى هذا لا تكون زائدة .

وقال ابن فورك : هي غير زائدة ، والمعنى ليس مثل مثله شيء ، وإذا نفيت التماثل عن الفعل فلا مثل لله على الحقيقة .

قال صاحب المستوفى : ولتأكيد الوجود كقوله تعالى : وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ( الإسراء : 24 ) أي أن تربيتهما لي قد وجدت ، كذلك أوجد رحمتك لهما يا رب .

التالي السابق


الخدمات العلمية