الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        معلومات الكتاب

        الاستيعاب الحضاري للقيم الإنسانية

        الأستاذ / عبد العال بوخلخال

        3- مجالات الشمولية:

        حتى لا يكون حديثنا في هذا العنصر تكرارا لما سبق، نقول إجمالا: إن شمولية الرسالة الخاتمة تمتد وتتسع لتشمل كل ما له علاقة بالإنسان وكسبه الحضاري.

        فميادينها أو مجالاتها، إذا نظرنا إليها من زاوية الرسالة ذاتها، فإن الخاتمية بوصف الشمولية تقتضي:

        - أن تكون تعاليمها مستوعبة لما يحتاجه الإنسان من عقيدة وتشريع وأخلاق. [ ص: 65 ]

        - أن تكون الرسالة بتعاليمها متوجهة إلى الإنسان، كل الإنسان، روحا وجسدا، عقلا وعاطفة...

        - أن تكون الرسالة مركزة على الكليات، مستوعبة للجزئيات عن طريق الاجتهاد والتفاعل مع الواقع.

        وإذا نظرنا إليها من زاوية الإنسان، نجدها متسعة لتشمل - كما قلنا - كل جوانب النشاط الإنساني، سواء تعلق ذلك بعالمه المادي أم الروحي، وسواء اختص ذلك بشأنه الفردي أم بشأنه الأسري والاجتماعي.

        وباختصار، إن كانت الحضارة هي أعقد ما يمكن أن ينتجه الإنسان، فالشريعة الخاتمة جاءت مستوعبة لهذا التعقيد، مسايرة له، استيعابا وتجاوزا.

        بهذا نصل إلى نهاية هذا الفصل، مؤكدين كما بدأنا حديثنا في أوله، أن الإسلام يستوعب الإنسان وما ينتجه من حضارة؛ لأنه أساسا هو دين الإنسان، بل هو الدين الخاتم، الذي ارتضاه الله تعالى ليكون مصاحبا لهذا الإنسان في مسيرته الحضارية، مهما تنوعت واختلفت، زمانا ومكانا... وهذا يمهد لطرحنا السؤال عن إمكانية استيعاب الإسلام للقيم الغربية المعاصرة عموما، والديمقراطية كأنموذج.

        والإجابة تمر حتما بجملة من الأسئلة الجزئية، عن المنظومة القيمية، وعلاقتها بالبناء الحضاري، وعن خصائص المنظومة القيمية الغربية، وعلاقة الإسلام بها.

        ثم تأتي في المقام الثاني، الأسئلة المرتبطة بالديمقراطية، كقيمة أو وسيلة، وهذا ما سنتناوله في الفصلين التاليين، إن شاء الله تعالى. [ ص: 66 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية