الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        18510 - قال مالك في " الموطأ " بعد ذكره حديث ابن عمر المذكور في هذا الباب : لا ينبغي لأحد أن يجاوز المعرس إذا قفل ، حتى يصلي فيه . وإن مر به في غير وقت صلاة ، فليقم حتى تحل الصلاة . ثم يصلي ما بدا له . لأنه بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرس به وأن عبد الله بن عمر أناخ به .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        18511 - واستحبه الشافعي ولم يأمر به .

                                                                                                                        18512 - قال : وقال أبو حنيفة : من مر من المعرس من ذي الحليفة راجعا من مكة فإن أحب أن يعرس به حتى يصلي فعل ، وليس ذلك عليه .

                                                                                                                        18513 - وقال محمد بن الحسن : هو عندنا من المنازل التي نزلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في طريق مكة . وبلغنا أن ابن عمر كان يتبع آثاره وكذلك ينزل بالمعرس ، لأنه كان يراه واجبا ولا سنة على الناس .

                                                                                                                        18514 - قال : ولو كان واجبا أو سنة من سنن الحج لكان سائر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقفون به وينزلون ويصلون ، ولم يكن ابن عمر ينفرد بذلك دونهم .

                                                                                                                        18515 - وقال إسماعيل بن إسحاق : ليس نزوله - صلى الله عليه وسلم - بالمعرس كسائر [ ص: 180 ] منازل طرق مكة ؛ لأنه كان يصلي الفريضة حيث أمكنه ، والمعرس إنما كان صلى فيه نافلة .

                                                                                                                        18516 - قال ولا وجه لتزهيد الناس في الخير .

                                                                                                                        18517 - قال : ولو كان المعرس كسائر المنازل ما أنكر ابن عمر على نافع تأخره عنه .

                                                                                                                        18518 - وذكر حديث موسى بن عقبة ، عن نافع : أن ابن عمر سبقه إلى المعرس فأبطأ عليه ، فقال له ما حبسك ؟ فذكر عذرا قال : ظننت أنك أخرت الطريق ، ولو فعلت لأوجعتك ضربا .

                                                                                                                        18519 - وذكر حديث موسى أيضا ، عن سالم ; عن أبيه : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى المعرس من ذي الحليفة في بطن الوادي فقيل له : إنك في بطحاء مباركة .

                                                                                                                        18520 - قال أبو عمر : وأما المحصب فهو موضع بين مكة ومنى ، هو أقرب إلى منى . نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرف بالمحصب ، ويعرف أيضا بالبطحاء ، وهو خيف بني كنانة المذكور في حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال حين أراد أن ينفذ من منى : " نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة " .

                                                                                                                        [ ص: 181 ] 18521 - يعني المحصب . وذلك أن بني كنانة تقاسموا على بني هاشم وبني عبد المطلب ، وذكر الحديث .

                                                                                                                        18522 - وفي حديث أسامة بن زيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " نحن نازلون بخيف بني كنانة حيث تقاسمت قريش على الكفر " - يعني المحصب .




                                                                                                                        الخدمات العلمية