الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        967 923 - مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عن ابن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب مر بامرأة مجذومة ، وهي تطوف بالبيت . فقال لها : يا أمة الله . لا تؤذي الناس . لو جلست في بيتك . فجلست . فمر بها رجل بعد ذلك . فقال لها : إن الذي كان قد نهاك ، قد مات ، فاخرجي . فقالت : ما كنت لأطيعه حيا ، وأعصيه ميتا .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        19162 - وفي هذا الحديث من الفقه الحكم بأن يحال بين المجذومين وبين اختلاطهم بالناس ; لما في ذلك من الأذى لهم ، وأذى المؤمن والجار لا يحل .

                                                                                                                        [ ص: 356 ] 19163 - وإذا كان آكل الثوم يؤمر باجتناب المسجد ، وكان في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربما أخرج إلىالبقيع ، فما ظنك بالجذام ؟ وهو عند بعض الناس يعدي ، وعند جميعهم يؤذي .

                                                                                                                        19164 - وأما قول عمر للمرأة : لو جلست في بيتك . بعد أن أخبرها أنها [ ص: 357 ] تؤذي الناس ، فإن ذلك كان منه - والله أعلم - من لين القول لها ، والتعريض بأنه لم يكن يقدم إليها ، ورحمها بالبلاء الذي نزل بها ، فرق لها ، وكان أيضا من مذهبه أنه كان لا يعتقد أن شيئا يعدي ، وقد كان يجالس معيقيبا الدرسي ، وكان على بيت ماله ، وكان يؤاكله ، وربما وضع فمه من الإناء على ما يضع عليه معيقيب فمه .

                                                                                                                        19165 - وقد ذكرنا الخبر بذلك في صدر كتاب " التمهيد " فلهذا - والله أعلم - لم يزجرها ، ولم ينهها ، وأشار إليها إشارة ، كانت منها مقبولة ، ولعله [ ص: 358 ] لم تخطئ فراسته فيها ؟ فأطاعته حيا وميتا .




                                                                                                                        الخدمات العلمية