الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        970 926 - مالك أنه سأل ابن شهاب ، عن الاستثناء في الحج . فقال : أويصنع ذلك أحد ؟ وأنكر ذلك .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        19183 - قال أبو عمر : يريد بقوله : الاستثناء . أن يشترط ويستثني ، فيقول عند إحرامه : لبيك اللهم لبيك حجا أو عمرة ، إلا أن يمنعني منه ما لا أقدر على النهوض ، فيكون محلي حيث حبستني ، ولا شيء علي . فإذا قال ذلك ، كان له شرطه ، وما استثناه إن نابه شيء ، أو عاقه عائق ، يقوم محله في ذلك الموضع ، ولا شيء عليه .

                                                                                                                        19184 - وهذه المسألة ، اختلف العلماء فيها قديما وحديثا .

                                                                                                                        [ ص: 362 ] 19185 - فقال مالك : الاشتراط في الحج باطل ، ويمضي على إحرامه حتى يتمه على سنته ، ولا ينفعه قوله : محلي حيث حبستني .

                                                                                                                        19186 - وبه قال أبو حنيفة ، والثوري .

                                                                                                                        19187 - وهو قول إبراهيم النخعي ، وابن شهاب الزهري .

                                                                                                                        19188 - وهو قول ابن عمر .

                                                                                                                        19189 - ذكر عبد الرزاق ، وأخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، أنه كان ينكر الاشتراط في الحج ، ويقول : حسبكم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يشترط ، فإن حبس أحدكم عن الحج حابس ، فطاف بالبيت ، فليطف بين الصفا والمروة ، وليحلق ويقصر ، وقد حل من كل شيء ، حتى يحج قابلا ، ويهدي أو يصوم إن لم يجد هديا .

                                                                                                                        19190 - وقال الشافعي : إن ثبت حديث ضباعة ، لم أعده .

                                                                                                                        19191 - ومنهم من يقول : الاشتراط باطل .

                                                                                                                        19192 - وروي عن سعيد بن جبير ، وطاوس ، أنهما أنكرا الاشتراط في الحج ، وذهبا فيه مذهب ابن عمر .

                                                                                                                        [ ص: 363 ] 19193 - وقال أحمد ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وداود : لا بأس أن يشترط ، وينفعه شرطه ، على ما روي عن النبي - عليه السلام - وعن غير واحد من الصحابة .

                                                                                                                        [ ص: 364 ] 19194 - قال أبو عمر : روي الاشتراط في الحج عند الإحرام عن علي ، وعمر ، وعثمان ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وعمار ، وجماعة من التابعين بالمدينة ; منهم سعيد بن المسيب ، وعروة بالكوفة ، ومنهم علقمة ، وعبيدة السلماني وشريح .

                                                                                                                        19195 - وهو قول عطاء بن أبي رباح .

                                                                                                                        19196 - كل ذلك من كتاب عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة .




                                                                                                                        الخدمات العلمية