الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        965 921 - مالك ، عن نافع أن عبد الله بن عمر أقبل من مكة ، حتى إذا كان بقديد جاءه خبر من المدينة . فرجع فدخل مكة بغير إحرام . ومالك ، عن ابن شهاب بمثل ذلك .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        19136 - وتعلق بذلك داود بن علي فقال : جائز أن تدخل مكة بغير إحرام .

                                                                                                                        19137 - وخالفه أكثر العلماء في ذلك وذكر عن الشافعي - والمشهور عن [ ص: 351 ] 19138 - وقد روى أشعث ، عن الحسن مثله .

                                                                                                                        19139 - ذكر الساجي قال : حدثنا محمد بن الحرشي قال : حدثنا بشر بن المفضل قال : حدثنا أشعث ، عن الحسن ، أنه كان يكره أن تدخل مكة بغير إحرام .

                                                                                                                        19140 - ورواه ابن القاسم وغيره ، عن مالك .

                                                                                                                        19141 - قال أبو عمر : الحجة لمن قال : لا يدخل أحد مكة إلا محرما إلا الحطابين ، ومن يدمن التكرر إليها ; لإجماعهم أن من نذر مشيا إلى بيت الله ، أنه لا يدخله إلا محرما بحج أو عمرة ; لأنه بلد حرام .

                                                                                                                        19142 - وقال طاوس : ما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قط مكة إلا محرما ، إلا يوم الفتح .

                                                                                                                        19143 - قال أبو عمر : اختلف العلماء فيما يجب على من دخل مكة بغير إحرام .

                                                                                                                        19144 - فقال مالك ، والليث ، والشافعي : لا يدخلها أحد من أهل الآفاق إلا محرما ، فإن لم يفعل ، فقد أساء ، ولا شيء عليه .

                                                                                                                        19145 - وبه قال أبو ثور .

                                                                                                                        19146 - وقال الشافعي : لا يجب على من دخل مكة بغير إحرام حج ، ولا عمرة ; لأن الحج والعمرة ، لا يجبان إلا على من نواهما ، وأحرم بهما .

                                                                                                                        19147 - ولكن سنة الله في عباده ، أن لا يدخل الحرم إلا حراما .

                                                                                                                        19148 - وقال أبو يوسف ، وأبو حنيفة ، ومحمد : لا يدخل أحد مكة بغير [ ص: 352 ] إحرام ، فإن دخلها أحد غير محرم فعليه حجة أو عمرة .

                                                                                                                        19149 - وهو قول الثوري ، إلا أنه قال لم يحج ، ولم يعتمر ، قيل له : استغفر الله .

                                                                                                                        19150 - وهو قول عطاء ، والحسن بن حي .




                                                                                                                        الخدمات العلمية