الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( فصل )

فأما طواف القدوم ، فالمشهور في المذهب : أنه ليس بواجب ، بل سنة ، ونقل عنه محمد بن أبي حرب الجرجرائي : الطواف ثلاثة واجبة : طواف القدوم [ ص: 653 ] وطواف الزيارة ، وطواف الصدر ، أما طواف الزيارة فلا بد منه ، فإن تركه رجع معتمرا ، وطواف الصدر إذا تباعد بعث بدم .

وهذه رواية قوية ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من بعده : لم يزالوا إذا قدموا مكة طافوا قبل التعريف ، ولم ينقل أن أحدا منهم ترك ذلك لغير عذر ، وهذا خرج منه ؛ امتثالا لقوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت ) وقوله : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) ، وبيانا لما أمر الله به من حج بيته ، كما بين الطواف الواجب بسبعة أشواط ، فيجب أن تكون أفعاله - في حجه - كلها واجبة ، إلا أن يقوم دليل على بعضها أنه ليس بواجب ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : " لتأخذوا عني مناسككم " ولم يرد أن نأخذها عنه علما ، بل علما وعملا ، كما قال : ( وما آتاكم الرسول فخذوه ) ، فتكون المناسك التي أمر الله بها هي التي فعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية