وقيل : أراد التفضيل في القسمة ، كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض ، على قدر غنائمهم وبلائهم .
و " عن " هاهنا بمنزلتها في قولك : أعطيته عن رغبة وطيب نفس ; لأن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفا بذلك كان الفعل صادرا عنه لا محالة ، ومجاوزا له .
* ومنه الحديث " عيادة المريض قدر فواق الناقة " .
( هـ ) وحديث علي " قال له الأشتر يوم صفين : أنظرني فواق ناقة " أي أخرني قدر ما بين الحلبتين . [ ص: 480 ] ( هـ ) وحديث أبي موسى ومعاذ يعني قراءة القرآن : أي لا أقرأ وردي منه دفعة واحدة ، ولكن أقرؤه شيئا بعد شيء في ليلي ونهاري ، مأخوذ من فواق الناقة ، لأنها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب . " أما أنا فأتفوقه تفوقا "
* ومنه حديث علي " إن بني أمية ليفوقونني تراث محمد تفويقا " أي يعطونني من المال قليلا قليلا .
* وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة " من سئل فوقها فلا يعطه " أي لا يعطى الزيادة المطلوبة .
وقيل : لا يعطيه شيئا من الزكاة أصلا ; لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائنا ، وإذا ظهرت خيانته سقطت طاعته .
* وفيه " " فقت فلانا أفوقه : أي صرت خيرا منه وأعلى وأشرف ، كأنك صرت فوقه في المرتبة . حبب إلي الجمال حتى ما أحب أن يفوقني أحد بشراك نعل
* ومنه " الشيء الفائق " وهو الجيد الخالص في نوعه .
* ومنه حديث حنين :
فما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في مجمع
* وفي حديث علي يصف أبا بكر " كنت أخفضهم صوتا ، وأعلاهم فوقا " أي أكثرهم نصيبا وحظا من الدين ، وهو مستعار من فوق السهم ، وهو موضع الوتر منه .( هـ ) ومنه حديث " اجتمعنا فأمرنا عثمان ، ولم نأل عن خيرنا ذا فوق " أي ولينا أعلانا سهما ذا فوق ، أراد خيرنا وأكملنا ، تاما في الإسلام والسابقة والفضل . ابن مسعود
* ومنه حديث علي " ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل " أي رمى بسهم منكسر الفوق لا نصل فيه .
وقد تكرر ذكر " الفوق " في الحديث .
* وفيه " وكانوا أهل بيت فاقة " الفاقة : الحاجة والفقر .
[ ص: 481 ] * وفي حديث سهل بن سعد الاستفاقة : استفعال من أفاق إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه . " فاستفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أين الصبي ؟ "
* ومنه " إفاقة المريض والمجنون والمغشي عليه والنائم " .
* ومنه حديث موسى - عليه السلام - وقد تكررت في الحديث . فلا أدري أفاق قبلي أم قام من غشيته ؟