الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ضرع ) ( هـ ) فيه : " أنه قال لولدي جعفر - رضي الله عنه - : ما لي أراهما ضارعين ؟ فقالوا : إن العين تسرع إليهما " . الضارع : النحيف الضاوي الجسم . يقال ضرع يضرع فهو ضارع وضرع ، بالتحريك .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث قيس بن عاصم : " إني لأفقر البكر الضرع والناب المدبر " . أي : أعيرهما للركوب ، يعني : الجمل الضعيف والناقة الهرمة .

                                                          [ ص: 85 ] * ومنه حديث المقداد : " وإذا فيهما فرس آدم ومهر ضرع " .

                                                          * وحديث عمرو بن العاص : " لست بالضرع " .

                                                          ( هـ ) ومنه قول الحجاج لمسلم بن قتيبة : " ما لي أراك ضارع الجسم " .

                                                          ( س ) وفي حديث عدي : " قال له : لا يختلجن في صدرك شيء ضارعت فيه النصرانية " . المضارعة : المشابهة والمقاربة ، وذلك أنه سأله عن طعام النصارى ، فكأنه أراد : لا يتحركن في قلبك شك أن ما شابهت فيه النصارى حرام أو خبيث أو مكروه .

                                                          وذكره الهروي في باب الحاء المهملة مع اللام ، ثم قال : يعني : أنه نظيف . وسياق الحديث لا يناسب هذا التفسير .

                                                          * ومنه حديث معمر بن عبد الله : " إني أخاف أن تضارع " . أي : أخاف أن يشبه فعلك الرياء .

                                                          * ومنه حديث معاوية : " لست بنكحة طلقة ، ولا بسببة ضرعة " . أي : لست بشتام للرجال المشابه لهم والمساوي .

                                                          * وفي حديث الاستسقاء : " خرج متبذلا متضرعا " . التضرع : التذلل والمبالغة في السؤال والرغبة . يقال : ضرع يضرع - بالكسر والفتح - ، وتضرع إذا خضع وذل .

                                                          ومنه حديث عمر - رضي الله عنه - : " فقد ضرع الكبير ورق الصغير " .

                                                          ومنه حديث علي - رضي الله عنه - : " أضرع الله خدودكم " . أي : أذلها . وقد تكرر في الحديث .

                                                          ( هـ ) وفي حديث سلمان - رضي الله عنه - : " قد ضرع به " . أي : غلبه ، كذا فسره الهروي ، وقال يقال : لفلان فرس قد ضرع به . أي : غلبه .

                                                          وفي حديث أهل النار : " فيغاثون بطعام من ضريع " . هو نبت بالحجاز له شوك كبار . ويقال له الشبرق . وقد تكرر في الحديث .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية