أما قوله تعالى : ( غير باغ ) ففيه مسائل :
[ ص: 12 ] المسألة الأولى : قال الفراء ( غير ) ههنا لا تصلح أن تكون بمعنى الاستثناء ؛ لأن ( غير ) ههنا بمعنى النفي ، ولذلك عطف عليها " لا " لأنها في معنى : لا ، وهي ههنا حال للمضطر ، كأنك قلت : فمن اضطر لا باغيا ، ولا عاديا فهو له حلال .
المسألة الثانية : الفساد وتجاوز الحد ، قال أصل البغي في اللغة الليث : البغي في عدو الفرس اختيال ومروح ، وأنه يبغي في عدوه ولا يقال : فرس باغ . والبغي الظلم والخروج عن الإنصاف ومنه قوله تعالى : ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) [ الشورى : 39 ] وقال : بغى الجرح يبغي بغيا ، إذا بدأ بالفساد ، وبغت السماء ، إذا كثر مطرها حتى تجاوز الحد ، وبغى الجرح والبحر والسحاب إذا طغى . الأصمعي
أما قوله تعالى : ( ولا عاد ) فالعدو هو التعدي في الأمور ، وتجاوز ما ينبغي أن يقتصر عليه ، يقال عدا عليه عدوا ، وعدوانا ، واعتداء وتعديا ، إذا ظلمه ظلما مجاوزا للحد ، وعدا طوره : جاوز قدره .