الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة السادسة : الظاهر يقتضي حرمة السمك والجراد إلا أنهما خصا بالخبر عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه ، قال عليه الصلاة والسلام : " أحلت لنا ميتتان ودمان ، أما الميتتان فالجراد والنون وأما الدمان فالطحال والكبد " وعن جابر في قصة طويلة : أن البحر ألقى إليهم حوتا فأكلوا منه نصف شهر ، فلما رجعوا أخبروا النبي عليه الصلاة والسلام بذلك فقال : " هل عندكم منه شيء تطعموني ؟ " وقال عليه الصلاة والسلام في صفة البحر : " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " وأيضا فإنه ثبت بالتواتر عن الرسول عليه الصلاة والسلام : حل السمك ، واختلفوا في السمك الطافي وهو الذي يموت في الماء حتف أنفه ، فقال مالك والشافعي رضي الله عنهما : لا بأس به ، وقال أبو حنيفة وأصحابه والحسن بن صالح : إنه مكروه واختلف الصحابة في هذه المسألة فعن علي رضي الله عنه أنه قال : ما طفا من صيد البحر فلا نأكله ، وهذا أيضا مروي عن ابن عباس وجابر بن عبد الله ، [ ص: 16 ] وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأبي أيوب إباحته ، وروى أبو بكر الرازي روايات مختلفة عن جابر بن عبد الله أنه عليه الصلاة والسلام قال : " ما ألقى البحر أو جرز عنه فكلوه ، وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه " .

                                                                                                                                                                                                                                            وأما الشافعي رضي الله عنه فقد احتج بالآية والخبر والمعقول :

                                                                                                                                                                                                                                            أما الآية فقوله تعالى : ( أحل لكم صيد البحر وطعامه ) [ المائدة : 96 ] وهذا السمك الطافي من طعام البحر فوجب حله .

                                                                                                                                                                                                                                            وأما الخبر ؛ فقوله عليه الصلاة والسلام : " أحلت لنا ميتتان السمك والجراد " وهذا مطلق ، وقوله في البحر : " هو الطهور ماؤه الحل ميتته " وهذا عام ، وروي عن أنس رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال : " كل ما طفا على البحر " .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية