أما تلك حدود الله ) ففيه مسائل : قوله تعالى : (
المسألة الأولى : قوله : ( تلك ) لا يجوز أن يكون إشارة إلى حكم الاعتكاف لأن الحدود جمع ولم يذكر الله تعالى في الاعتكاف إلا حدا واحدا ، وهو تحريم المباشرة بل هو إشارة إلى كل ما تقدم في أول آية الصوم إلى ههنا على ما سبق شرح مسائلها على التفصيل .
المسألة الثانية : قال الليث : حد الشيء مقطعه ومنتهاه ، قال الأزهري : ومنه يقال للمحروم محدود لأنه ممنوع عن الرزق ، ويقال للبواب : حداد لأنه يمنع الناس من الدخول ، وحد الدار ما يمنع غيرها من الدخول فيها ، ، والمتكلمون يسمون الكلام الجامع المانع حدا ، وسمي الحديد حديدا لما فيه من المنع ، وكذلك إحداد المرأة لأنها تمنع من الزينة . إذا عرفت الاشتقاق فنقول : المراد من حدود الله محدوداته أي مقدوراته التي قدرها بمقادير مخصوصة وصفات مضبوطة . وحدود الله ما يمنع من مخالفتها